يشتكي البعض من الزهق، الناجم عن الروتين اليومي، فحياته اليومية، تنتهي كما بدأت لا جديد، فعجلة الحياة الروتينية التي ربما تتكرر على مدار أشهر وسنوات، تُبدد السعادة، وتجعل حياته ثقيلة، يمر يومه بصعوبة، فلا جديد يذكر، وإنما قديم يُعاد.
لا تنتظروا السعادة، فتشوا عنها بداخلكم، ابحثوا عما يسعدكم ونفذوه على الفور، اخلقوا لأنفسكم أجواء مليئة بالسعادة والمحبة والفرح، فالسعادة لا تُباع ولا تُشترى، لا تُوهب ولا تُستعار، لم يبلغ إنسان من الغنى ما جعله يسيطر عليها، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقدها.
"السعادة" موجودة حولنا، تحتاج منا بعض الوقت نفتش عنها ونكتشفها، ونعيش أجواءها، بعيدًا عن الملل والروتين، فالسعادة تتطلب منا أن نهجر كل ما يؤذينا وينغص علينا حياتنا، فلا نلتفت لما هو سلبي، وإنما نبحث عن كل ما هو إيجابيي ونعظمه.
تتنوع وسائل وطرق السعادة ما بين شخص وآخر، فمنا من يجد السعادة في أمور الدين، ومن يجدها في السفر، ومن يجدها في القراءة ومن يجدها في مساعدة الآخرين، ومن يجدها في اجتناب النكد وهجرة أصدقاء السوء، ومن يجدها في الرضا، ومن يجدها في كل ما سبق أو في أماكن أخرى، فالمهم أن نبحث عنها ونفتش عنها.
ربما تكون "وسائل التواصل الاجتماعي"، أحد الأسباب وراء اندثار السعادة، حيث أصبحنا نتعامل مع عالم افتراضي أكثر من تعاملنا فيما بيننا، فنشارك الآخرين الأفراح والأحزان من خلال "ايموشن"، لدرجة أننا أصبحنا نضحك أمام قطعة من البلاستك "جهاز المحمول" أكثر من ضحكنا في وجوه بعض، فاختفى دفء لمة "الطبلية" على الأكل بين الأسر، وسهر عائلة في ليالي رمضان، وسفر أصدقاء وأقارب للمصيف مجتمعين، وضحكات كانت تخرج من القلب، فتراجع معدل السعادة بعض الشيء.
فتشوا عن السعادة تجدوها، ابحثوا عنها داخلكم، اسعدوا أنفسكم، اقتطعوا من الزمن وقتا ممتعا، لا تتركوا أنفسكم لدوامة الحياة تسرق منكم اللحظات السعيدة، حتى لا تندموا عليها بعد فوات الأوان، أسعد الله دائما أيامكم.