لا شك أن التطور الكبير الذى مصر في الوقت الحالي سواء ما يتعلق بالنهضة العمرانية الكبرى أو بما يتعلق بالتطور التكنولوجي داخل أجهزة الدولة والجهات الحكومية لتتواكب مع معايير الجمهورية الجديدة، فعلى سبيل المثال، نجد أن شركات المياه لجأت لعدة وسائل لتقليل الاعتماد على العنصر البشرى وتقديم الخدمات للمواطن بشكل أسرع وأفضل.
فهناك مبادرات عديدة اتخذتها الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى من ناحية، ومبادرات أخرى لشركات مياه تابعة، الكل يدور حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة المواطنين، والسير في اتجاه واحد مع ما تشهده الجمهورية الجديدة من تطور كبير في مختلف الجهات الحكومية والخاصة معا.
فبدلا من قارئ العداد الذى كنا نشاهده في الفترة السابقة لقراءة العداد وتسجيل القراءة في دفتر يحمله، اختلف الأمر بشكل كبير، فأطلقت الشركة القابضة تطبيق قراءتى يتيح للمواطن تحميل ذلك التطبيق على هاتفه، لتسجيل قراءة العداد وإرسالها للشركة التابع لها، مع إتاحة تقديم الشكاوى الخاصة بقراءة فواتير المياه، وكذلك يتيح التطبيق أيضا معرفة كيفية تقديم طلب لتركيب عداد جديد.
كما أن العدادات الذكية مسبقة الدفع التي تم تركيبها في الفترة الأخيرة لعدد كبير من المواطنين سواء فى المحليات أو المدن الجديدة، ساهمت بشكل كبير بشكل مباشر وغير مباشر في ترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على كل نقطة مياه، بجانب حملات التوعية المستمرة التي أطلقتها الشركة القابضة.
وفى الإسكندرية نجد مبادرة من شركة المياه هناك لإنشاء مكتبة رقمية، تتيح فرصة كبيرة للمواطنين والمسئولين أيضا في إتاحة قاعدة بيانات حقيقية تشمل بيانات واضحة لكافة العملاء والشكاوى الخاصة بهم، وقراءة العداد وخلافه، وهو ما ملفات جديدة فرضت نفسها على أجندة شركات المياه بمختلف المحافظات وذلك لتواكب عصر التطور التي تشهده الجمهورية الجديدة في الوقت الحالي، من عداد ميكانيكى لعدادات مسبقة الدفع، وبدلا من المحصل أصبح هناك وسائل أخرى تستطيع من خلالها قراءة العداد وإرسالها للشركة وأنت في بيتك دون الحاجة لوجود محصل، وغيرها من الأمور التي جعلت تقديم الخدمة أيسر بكثير.
كما أن التطور والتدريب الذى تشهدها كافة إدارات شركات المياه بمختلف المحافظات لا يتقصر على تقديم الخدمة للمواطن العادى، بل حرصت بعض الشركات على تدريب موظفيها على كيفية التعامل مع الأشخاص غير الطبيعيين ممن هم أصحاب الإعاقة، فهناك دورات لتأهيل الموظفين على لغة الإشارة للتعامل مع الصم والبكم، ودورات أخرى شملت مجالات كثيرة في كافة الإدارات التي تتعامل مع المواطنين.
أما هناك شركات لجأت أيضا لتنظيم ندوات لرواد المساجد والكنائس بهدف توعية المشاركين بحجم الاستثمارات التى تضخها الدولة لتنفيذ المشروعات القومية فى مجال مياه شرب والصرف الصحى، وتم تعريف المشاركين بطرق ترشيد استهلاك المياه ومراحل تنقية مياه الشرب والدور الذى تبذله الشركة في توفير كوب مياه نظيف للمواطنين والسلوكيات الصحيحة في التعامل مع المياه والاستخدام الامن للصرف الصحي، هذا بخلاف ما يشهده الخط الساخن 125 لاستقبال شكاوى المياه وكيفية التعامل معها..فالجمهورية الجديدة تهدف إلى بناء الإنسان أولا قبل الحجر.. ومن لم يحرص على تطوير نفسه لن يجد له مكانا.