يتكرر الحديث يوميا وعلى كافة المستويات بضرورة رفع الوعى الشعبى والقومى لدى جموع المصريين، وهو مطلبا يتماشى مع تحديات المرحلة ومتطلباتها غير المسبوقة، حيث أن كل ما يحدث فى العالم الآن وفق كافة الدراسات والخطط لم يكن مخططا له و ناتج عن فعل غير تقليدى، أو حتى وسائل صناعة عالمية عبر أطراف قد لا نعلمها، وحيث أنه من المؤكد مما نعلمه ونتابعه فأزمة فيروس كورونا لم تكن فى الحسبان وبتلك التوابع على الاطلاق، ومثلها الحرب الروسية الاوكرانية، وبين كافة الاشكاليات والتحديات الطارئة تظهر الحاجة إلى ضرورة إحياء وتعزيز مفهوم الأدوات الوطنية، وذلك لما لها من دور هام فى مفهوم الوعى القومى الشامل.
ومفهوم الأدوات الوطنية هنا يعتمد فى المقام الأول على تعزيز القيم والأصول، ودعم القوى الناعمة فى الدولة، وتعزيز مفهوم التثقيف ورفع الوعى، ودعم الرموز الوطنية، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية مثل الجيش والقضاء ومؤسسات الدولة المعنية بالملفات الرئيسية، وكلها وغيرها تعتبر أهم ما يمكن الارتكان عليه فى تلك المرحلة، و دعمه بشتى السبل والطرق، للوصول لنتيجة سريعة ومباشرة.
ونحن لا نتحدث عن مفاهيم فلسفية، وعبارات للفاعلين فى المشهد العام، لكنها جمل وعبارات تمس المواطن بشكل مباشر، فمن حق المواطن أن يأتمن على عقله وعقل أسرته لشخصيات مثقفة بشكل متوازن، وتلك الشخصيات هى التى ستؤثر فى المعلمين والأطباء و المحامين، وهي التى ستؤثر فى الجزار وبائع الخضار، عبر منظومة متكاملة تتفاعل مع بعضها البعض، ولذلك فالمسئولية المجتمعية لاحياء مفهوم الأدوات الوطنية، هى ضرورة عاجلة ومستمرة، ويجب دعمها عبر كافة الوسائل سواء عن طريق الاعلام الرسمي، أو الاعلام الخاص، أو على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى، بحيث يكون هناك دائما معلومة واضحة ومتزنة وموجودة فى مقابل المعلومات المشوشة والمضللة.