من الأمور المبشرة في الحوار الوطنى، و ما تم فيه حتى الآن من عملية اختيار متنوعة في المحاور واللجان الخاصة بكل محور، أن الأسماء جائت تعبر عن كافة الأطياف والكيانات الفاعلة في المجتمع، و معبرة أيضا عن كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية، مما يذهب بنا للاطمئنان لسير مجريات الحوار الوطنى، وصولا لفكرة الاصطفاف الوطنى أو القومى التي بسببها أجرت الدولة فكرة الحوار الوطنى منذ البداية، ومما يمهد لصناعة حالة حوار وطنية جامعة، يشارك فيها الجميع دون استثناء، في مناخ يذهب لذلك الاتجاه بسرعة، وأقصد بذلك الاتجاه هو الاستماع لكافة الآراء المؤيدة والمعارضة، بهدف الوصول لصيغ توافقية بين الجميع في تلك المرحلة الحرجة في تاريخ العالم، والتي تضافرت فيها الحرب الروسية الأوكرانية مع توابع فيروس كورونا، و في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، مع كافة التحديات المتوارثة عبر عدة عقود.
ومما يؤكد أن الشعور العام في طريقه لعملية تطوير كبيرة ناتجة عن الحوار الوطنى، هي الدعوة التي وجهها مجلس أمناء الحوار الوطنى للكيانات السياسية والأهلية الفاعلة لإجراء حوارات مجتمعية وجماهيرية فى المحافظات المختلفة، فى إطار تخصصات اللجان النوعية التى أقرها مجلس الأمناء، أيضا كما دعا مجلس الأمناء تلك الكيانات لتلقى مقترحات المواطنين والجهات المختلفة، مع رفع نتائج تلك الحوارات لمجلس أمناء الحوار الوطني؛ لضمان الوصول المتكافئ لكافة فئات المجتمع المصرى، وتلك الدعوة والتي فضلت أن أذكرها نصا حتى لا يكون فيها لبس، تؤكد أنها فرصة حقيقية للجميع في كافة المحافظات أن يعمل على رؤية الحوار الوطنى ويستمع لآراء المواطنين، ويرفع تلك الآراء والأفكار للجان الحوار الوطنى وللأمانة الفنية.
أيضا لم يعط مجلس أمناء الحوار الوطنى الفرصة للكيانات السياسية والأهلية فقط، بل رحب بمشاركة جميع فئات المجتمع المصرى، من أحزاب سياسية، مجتمع مدنى، شخصيات العامة، خبراء، باحثين، وحتى المواطنين من مُقدمى المقترحات والرؤى عبر الموقع الرسمى خلال جلسات اللجان الفرعية، وذلك ضمانًا لتوسيع قاعدة المشاركة وتمثيل جميع فئات الوطن فى الحوار المجتمعى، وهو الهدف الأسمى في عملية الحوار الوطنى، بهدف الوصول لاصطفاف وطنى جامع قادر على تجميع الجهود وتقريب الأفكار وتعزيز المسارات وتعديلها إذا تطلب الأمر ذلك.