شبكة متصلة من محترفي النصب عبر السوشيال ميديا، بدأت حيلة جديدة لاصطياد زبائنها بطريقة مبتكرة، من خلال إعلان يطلب أطفال للتمثيل من عمر 6 إلى 12 عاماً والمشاركة في أحد المسلسلات الرمضانية المقبلة، مع نجوم كبار ومشاهير، الإعلان غالباً ما يكون عبر صفحة أحد الوسطاء في "فيس بوك"، الذى يدّعي أنه يعمل مساعد مخرج، وما إن تدخل للحديث معه "على الخاص" يرسل لك رقم "المخرج"، والمفترض أنه المسئول عن التقييم والمتابعة والاختيار للأطفال المطلوبين للدور.
ومن أجل الحبكة الدرامية وحتى تنطلي حيلة النصب على الزبون، يطلب المخرج المزعوم فيديو يضم مشاهد تمثيلية للأطفال، ثم سرعان ما يبدى انبهاره بمستواهم في التمثيل والأداء، واقتناعه الكامل بهم، ثم تأكيده بأن الدور سيكون من نصيبهم لا محالة، ويتفق بعدها مع الأسرة على الأجر المقرر للطفل، وغالباً ما يكون مبلغ معتبر، من أجل "زغللة العين"، والسيطرة على العقل، حتى يتسنى له استكمال حيلة النصب التي بدأها.
بعد الاتفاق على التفاصيل وتحديد المواعيد المفترض أن تصل فيها السيارة للأطفال وولي أمرهم إلى الاستديو للتدريب على التصوير، تصل الحيلة لذروتها، ليطلب المخرج "المزعوم" مبلغ مالي حوالي 400 جنيه من أجل استخراج تصاريح عمل من نقابة المهن التمثيلية، حتى يتسنى للطفل المشاركة في العمل الفني المنتظر تصويره خلال أيام، ويطلب تحويل هذا المبلغ من خلال خدمات الفون كاش، المنتشرة عبر شبكات المحمول.
بعد تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، يتبخر المخرج المزعوم ومن ساعده من شبكة النصب عبر السوشيال ميديا، ثم يفاجأ المجني عليه أن الرقم الذى اعتاد الاتصال به خلال الأيام الماضية، وكان يتواصل معه من أول رنة، غير موجود بالخدمة أو ربما يكون مغلقاً كما نسمع في الرسالة الشهيرة، ليكتشف في النهاية أنه أمام حيلة نصب مكتملة الأركان، وعملية ممنهجة للاحتيال، تحدث مع عشرات الأشخاص يومياً، والعنوان العريض اكتشاف المواهب، والتمثيل مع كبار الفنانين.
شبكة النصب تستخدم أسماء معروفة لفنانين ومخرجين مشاهير، لدرجة أنهم في بعض الأحيان يقلدون الأصوات، حتى يشعر الضحية بالأمان، ويتعامل مع الموضوع بثقة كاملة، لحين دفع المبلغ المطلوب، حينها يتحول الجميع إلى "فص ملح وداب"، وبصورة شخصية أعرف وقائع حقيقية حدثت معها هذه الحيلة الشيطانية، وتورطوا في دفع مبالغ مالية لهؤلاء النصابين، الذين حذرت منهم نقابة المهن التمثيلية أكثر من مرة.
نصيحتي لكل أولياء الأمور ضرورة أن يتنبهوا جيداً لكل محاولات النصب التي تتم من خلال السوشيال ميديا، خاصة "الفيس بوك"، الذى بات واجهة رئيسية لكل عمليات النصب الإلكتروني، بالإضافة إلى التحذير من إضافة أشخاص لا نعرفهم أو الانسياق خلف فكرة "الأصدقاء المشتركين"، فهذه فكرة غير صائبة، فالبعض يوافق على قبول صداقات لأشخاص لا يعرفهم لمجرد وجود أصدقاء مشتركين، وفي الغالب هؤلاء الأصدقاء المشتركين تعرضوا لنفس الحيلة عند قبول طلبات الصداقة، لذلك تأكد أن فكرة وجود أصدقاء مشتركين ليست مثالية لتنتقي من تجعلهم أصدقاء لحسابك على فيس بوك.
أخيراً احذر جيداً من بعض الأشخاص الذين قد يدخلون إلى صفحتك الشخصية على فيس بوك لاستخدام صورك أو بياناتك في الترويج لعمليات نصب، فغالباً كل حيل النصب التي تتم تكون من خلال حسابات بأسماء مستعارة، وللأسف في فيس بوك والسوشيال ميديا، يمكنك أن تكتب في ملفك الشخصي أنك تعمل في "وكالة ناسا"، في حين أنك عاطل أو حاصل على الشهادة الإعدادية، وبشكل شخصي كنت أعرف شخصية على السوشيال ميديا تفوز بـ 3 جوائز يومياً، لدرجة أنها تدّعي حصولها على جائزة نوبل مرتين!