ما يحدث في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال تلك الفترة يمثل مشروعا قوميا من طراز خاص، و ربما بمعايير الإعلام يمكننا أن نتصوره معادلا بصريا لفكرة ثورة 30 يونيو والجمهورية الجديدة، فالثورة التي خرج فيها جموع الشعب المصرى بكافة فئاته وطبقاته مثلت نقلة نوعية كبيرة في منظومة الهوية الوطنية الحقيقية، وظهر معها تحديات جديدة ومصطلحات قومية في غاية الانتشار مثل الوعى ومجابهة الإرهاب وغيرها من المصطلحات التي أصبحت دارجة على الألسن، وفى قلب ذلك التفاعل كان الوضع يستلزم أدوات وطنية متطورة يمكنها استيعاب أهداف الثورة، ومنتجها الرئيسى الذى يعتمد على العقول وصناعة وعى حقيقى، لذلك تم انشاء الشركة المتحدة بكافة التطورات التي مرت بها، والتي تعتبر بمثابة الوسيلة الأمثل للتعبير عن ذلك المفهوم.
و لم ترتكن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على عمليات تطوير شاملة تحدث باستمرار في الكوادر البشرية، وضخ قيادات جديدة في كل مرحلة، بل قامت بعمليات تطوير مكلفة للغاية في كافة الوسائل الإعلامية التابعة لها، ومع مرور الوقت صار لديها كيانات قائمة لها اسهام كبير في خدمة الجمهور وتحقيق أهداف الجمهورية الجديدة، غير أن كل ما فات يمكننا الحديث فيه مطولا، إلا الخطوة الأخيرة الخاصة ببرامج الأطفال والتفاعل مع المواهب الفنية والكروية، والتي أعتبرها _ من وجهة نظري_ التأسيس الثاني للشركة المتحدة، بكل مافيها من قيم جميلة وأخلاق تناسب ما أطلقته المتحدة في حملتها الاعلامية "أخلاقنا جميلة"، وغيرها من الوسائل الوطنية الجامعة التي تناسب بيئة وجمهور المصريين، حتى أن الشاهد الرئيسى حينما أعلنت المتحدة عن خطتها في تطوير برامج الأطفال واستحداث رؤية جديدة للتعامل مع أفكارهم، كانت بمثابة احتفال شارك فيه قطاعات كبيرة من المصريين، لأن الطفل هو أساس وعماد البيت، وكلما كان العمل الجاد على توفير وسائل مميزة للتعامل مع التطورات التي طرأت على الأجيال الجديدة، كلما اكتسبنا ثقة المواطنين أكثر في شاشات وجرائد و مواقع المتحدة.
وبالتالي فالمرحلة المقبلة في تاريخ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، هي المرحلة الأهم في تاريخ التثقيف و تطوير أدوات الوعى الجماهيرى، وكل من يشارك في تلك النقلة هو شخص يشارك في صناعة مرحلة تاريخية في تاريخ مصر الحديث، وعليه أن يعي تلك المسئولية ويحقق الأهداف الموضوعة من أجلها، و له ولكل من يساهم في تلك العملية نقول " شكرا وألف شكر".