مؤكد أن مظهر الإنسان الخارجى يُعبر لا محالة عن شخصيته وعامل مهم فى تقييم المجتمع للشخصية ودرجة احترامها للقيم والثوابت الاجتماعية والأخلاقية، لذلك ما نراه من انتشار ظاهرة "البناطيل المقطعة" في حرم الجامعات والمدارس وارتداء الشباب في الشوارع وعلى مواقع التواصل لباسا مستفزا لا يستقيم مع قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وثقافتنا أمر يستحق المراجعة من الجميع "أفراد ومؤسسات"، فالكل مسئول عن هذا التطرف المظهرى، خاصة أننا في ظل الانفتاح والعالم الافتراضى انتشرت عدة ظواهر غير حميدة تستهدف ضرب الهوية المجتمعية والمنظومة القيمية في مقتل بفعل حروب شرسة تُسمى حروب الجيل الرابع، وذلك من خلال تعزيز التقليد الأعمى للموضة الغربية، وإثارة قضايا جدلية لتحل محل القضايا المهمة ليتخلى الكثير عن القيم الراقية بزعم التَّحرر أو الانفتاح أو التَّرويح.
فلا خلاف على ضرورة أن الملابس اللائقة وستر العورات من مكارم الأخلاق، فقد خلق الله الإنسان، وكرَّمه، وميَّزه بالعقل على سائر المخلوقات، وحبَّب إليه التَّزين والتَّجمُّل مما يتناسب مع الفطرة السوية النقية، لأن ببساطة لو كانت الحضارة بالتعري لكانت الحيوانات أكثر تحضُّرًا من بني الإنسان؛ لذا فإن من آداب الملبس والمظهر مرعاة قيم المجتمع والتوافق مع قيمتى الحياء والمروءة.
وهل تقبل الأخلاق الكريمة، أن يرتدى الإنسان زيا كاشفا للعورات غير متفق مع قيمتى الحياء والمروءة أو حاملا لعلامات أو كلمات أو أشكال تحتوى على اصطلاحات وإيحاءات إباحية..؟
لذا، يجب أن علينا السعي والحرص على أن تسود ثقافة احترام قيم المجتمع الرَّاقية التي تدعم الحياء والعفة والمروءة، لذا فإن الزى الموحد بالجامعات والمدارس في اعتقادى يساعد على ضبط كثير من الأمور في ظل انتشار هذه الآفات والأمراض المجتمعية، فما نراه فى البنطلونات المقطعة وغيرها من الملابس غير المحتشمة أمر مخزى يحتاج إلى مراجعة من الجميع كما ذكرنا في بداية مقالنا، غير أن الزى الموحد سيكون عاملا إيجابيا بالنسبة للطلاب الذى لا يملكون شراء الملابس غالية الثمن، وسيوحد الأمر بين الفقير والغنى فى الدارسة سواء الجامعات والمدارس.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها..