من أرقى وأعظم المهن وهى الأساس فى بناء الأمم هى مهنة المعلم، لأنه يعمل على بناء شخصية التلميذ منذ بدايته الأولى الذى سوف يصبح يوما سفيرا لبلده فى كل المجالات، سواء العلمى أو الرياضى أو الفنى أو أى مجال من مجالات العمل التى تعكس المستوى العلمى والثقافى لبلده، وأن أى تطوير فى العملية التعليمية لن يكون مجديا قبل الارتقاء بالمعلم، ومنها الحفاظ على كرامته وهيبته والاعتزاز برسالته السامية وتقدير دوره فى تشكيل الوعى وبناء المجتمع .
وكان قرارا صائبا صادف أهله الذى أصدره الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بوضع عبارتين بالمدارس فى مكان بارز، الأولى قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، وهى بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقى ليؤكد على مدى عظمة المعلم والتقدير الكبير لمكانته الإنسانية والتعليمية، والعبارة الثانية نحن شركاء فى بناء شخصية أبنائكم من أجل مستقبل مشرق واحترام المعلمين واجب على الجميع.
وبلا شك أن هذه الخطوة تدل على اتجاه الوزارة بالاهتمام بالمعلم خلال المرحلة القادمة، وهو اتجاه حميد، لأنه عصب العملية التعليمية وأساس نجاحها، وأتوقع خطوات أخرى تتضمن تقديره أيضا ماديا لاستقرار حياته المعيشية ويحيا هو وأسرته حياة كريمة حتى يشعر بالاستقرار النفسى، والتى هى من الدعائم المهمة التى تبعث فى داخله الطاقة الإيجابية للابتكار فى عمله والحماس الذى يجعل عنايته بتلاميذه تزداد أضعافا، ويعمل ويجتهد على بناء النشء بناء سليما ليكون عنصرا مفيدا فى مجتمعه عند تخرجه.
وأتمنى من الدكتور رضا حجازى وزير التعليم، أن تكون الخطوات القادمة الاهتمام بمعلمى مدارس القطاع الخاص، حيث لا تتعدى رواتبهم ألفى جنيه شهريا على الأكثر رغم اجتهادهم فى عملهم وتعرضهم للضغوط، إلا أنهم لم يشملهم قانون التقدير المادى حتى الآن، لأننا عندما نتحدث عن المعلم وحقوقه فلابد أن يشمل حديثنا أيضا عن العاملين بالمدارس الخاصة، لأن التعليم الخاص والحكومى كلاهما تحت رعاية وزارة واحدة تسمى التربية والتعليم والتعليم الفني.
كما يجب على القائمين من أهل السينما والدراما والمسرح عدم تناول المعلم بأى أعمال فنية تنال من كرامته وسمعته بالاستهزاء أو التهكم أو إظهاره بصورة سلبية حتى لا تهتز صورته أمام التلاميذ، ويحترمه ويقدره أولياء الأمور وعامة الناس.