فى ليلة كروية ساحرة فى ملاعب إنجلترا كان عنوانها المتعة والإثارة فى ديربى مانشستر بعدما اكتسح مان سيتى جاره يونايتد بسداسية، كان نجمها الأبرز إيرلينج هالاند، والذى يبدع ويمتع ويبهر العالم فى كل مباراة، بأهدافه الساحرة وأرقامه القياسية والتى وصفها مدربه بيب جوارديولا بـ"المخيفة"، فتصدرت صوره أغلفة صحف إنجلترا التى تغنت بأهدافه المدمرة، وتربع مبكراً على عرش هدافى البريميرليج بـ14 هدفاً بفارق 7 أهداف عن أقرب ملاحقيه هارى كين، فأصبح حديث صحف العالم.
المشهد الآخر فى ديربى مانشستر فكان من بطولة تين هاج وكريستيانو رونالدو، عندما ظهر مدرب مانشستر يونايتد فى المؤتمر الصحفى مفسراً أسباب عدم إشراك نجمه البرتغالى وتركه على مقاعد البدلاء، فقال المدرب الهولندى، "لم أقم بإشراك رونالدو كنوع من الاحترام لمسيرته الكروية، خاصة بعد استقبالنا 6 أهداف.. كنا نمتلك شجاعة أكثر وخلقنا العديد من الفرص وسجلنا الأهداف، لكن الوضع بشكل عام لم يكن مناسباً لرونالدو".
مشهد تين هاج خطف الأنظار بشدة، خاصة أنه يتحدث عن واحد من أكبر أساطير أوروبا الفائز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم 5 مرات، فجاءت تبريرات مدرب مانشستر يونايتد غريبة بعض الشىء حينما فسر عدم إشراك النجم البرتغالى احتراماً لتاريخه، كون فريقه فى وضع صعب وخاسرا بنتيجة ثقيلة، إلا أن الأكثر غرابة هو أن ديربى مانشستر يعتبر اللقاء السادس الذى يجلس فيه رونالدو على مقاعد البدلاء، وهو ما أثار استغراب الجميع بعد تصريحات المدرب الذى يتحدث عن احترام الدون فى الوقت الذى لا يظهر أى احترام له بتعمد إجلاسه مع البدلاء، فى الوقت الذى يؤكد المدرب الهولندى ضرورة إشراك مارسيال الذى يحتاج للعب أيضاً قائلاً، "شعرت أنها فرصة كى يشارك أنتونى فى المباراة".
إذا كنت من عشاق مانشستر يونايتد أو حتى من متابعى الدورى الإنجليزى كأحد أقوى المسابقات في العالم، فإنك بالتأكيد تتطلع لاستعادة مانشستر يونايتد أمجاده من جديد، كواحد من أعرق الأندية الإنجليزية، لذا يجب الاعتراف بخطأ الإدارة في عدم السماح برحيل رونالدو في الانتقالات الصيفية، بل لا أبالغ إن قلت إن إدارة مانشستر يونايتد لا تظهر أى احترام لرونالدو، وهذا يبدو للجميع، وكان يجب أن تتركه يرحل فى الانتقالات الصيفية الأخيرة، لأنه ربما يكون الحل الأفضل للطرفين، بدلاً من تلك النتيجة، والأمر نفسه بالنسبة لمدرب الفريق الذى يتحدث عن احترام تاريخ رونالدو فى الوقت الذى يعمل عكس، فيتعمد إجلاسه على مقاعد البدلاء، ويتحدث عن ضرورة الإيمان بالنفس والثقة داخل الملعب إلا أنه يبرهن عكس ذلك، فتراه لا يؤمن بنجمه البرتغالى ولا يمنحه تلك الثقة ويخرجه من خططه المستقبلية وكأنه يؤمن بأن مستقبل رونالدو خارج أسوار النادى، فكيف تمتلك لاعباً بإمكانيات رونالدو وصاحب 5 كرات ذهبية وتجلسه على مقاعد البدلاء، فإذا كنت تفشل فى إعادة ماكينة رونالدو للدوران من جديد اتركوه يرحل، فربما يكون الحل الأفضل للطرفين.