"عفوا الرقم الذي طلبته قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة" هذه الجملة تصيب الكثير منا بالضيق والضجر حال الاستماع إليها أثناء محاولة إجراء اتصال بشخص ما ويكون هاتفه مغلق أو في مكان خارج تغطية الشبكة، وقد تتردد هذه الجملة كثيرا خلال فصل الشتاء القادم ولكن ليس في مصر أو افريقيا أو حتى دول الأشقاء العرب والخليج ولكن المفاجأة أنها قد تكون في قلب أوروبا.
والأمر الذي لا يمكن تصوره أو كما نقول "صدق أو لا تصدق"، أن الهواتف المحمولة في أوروبا يمكن أن تتوقف عن العمل هذا الشتاء حال تكرار انقطاع التيار الكهربائي أو فرض حصص لتوزيع الطاقة مما يؤدي لتعطيل قطاعات من شبكات الهواتف المحمولة في أنحاء عواصم كبرى دول أوروبا.
ويزداد وضع الطاقة في أوروبا سوءا، بعد قرار روسيا تعليق شحنات الغاز عبر طريق الإمداد الرئيسي لأوروبا في أعقاب اندلاع الحرب على أوكرانيا، ويزيد الطين بله أيضا بإغلاق العديد من محطات الطاقة النووية للصيانة في فرنسا، حيث كانت تمد هذه المحطات باريس وعواصم أوروبا بالطاقة.
وصدم أربعة مسؤولين تنفيذيين في قطاع الاتصالات بكبرى دول أوروبا، شعبوهم بتأكيدهم عدم وجود حاليا أنظمة احتياطية كافية في الكثير من الدول الأوروبية للتعامل مع انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي، الأمر الذي يزيد من احتمالية انقطاع خدمات الهواتف المحمولة، وفق ما نقلت وكالة أنباء عالمية.
وتعمل دول الاتحاد الاوروبي على قدم وساق منذ فصل الصيف لتفادي هذه الأزمة، ولاسيما فرنسا والسويد وألمانيا، لضمان استمرار الاتصالات وعمل الهواتف المحمولة إذا ما تأثرت من انقطاعات التيار الكهربائي، ولكن الأمر المؤكد حتى الان أن خدمات المحمول ستتأثر لا محالة خلال فصل الشتاء.
ويوجد على الأراضي الأوروبية ما يقرب من نصف مليون برج اتصالات معظمها به بطاريات احتياطية، وهذه الخطة البديلة أكثر ما يمكن أن توفره أن تستمر في العمل لنحو 30 دقيقة لتشغيل هوائيات الهواتف المحمولة حال انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.
وبعد كل هذه المحاولات لا يوجد حل أمام دول أوروبا سوى السير والمضي قدما في تنفيذ خطة ترشيد الطاقة القاسية التي اعتمدتها بعض دول أوروبا ومنها فرنسا والمانيا واسبانيا والسويد، لتخفيف استهلاك الطاقة، وتوزيع الفائض على القطاعات الأكثر أهمية التي لا يمكن أن يتحمل المواطنين ولا القطاعات الاستثمارية العمل فيها بدون وجود طاقة كهربائية.