مابين دموع الخوف ودموع السعادة مسافات، تلخص حياة طفلة من شمال سيناء، انتشلتها يد مصر من جحيم الإرهاب لحضن الأمان، ونجحت عملية إنقاذ روح بريئة لا ذنب لها ولا جريرة لتعيش حياتها كبقية الناس تلعب وتتعلم وتفكر وتحلم بالمستقبل بخطوات تسير عليها فى أمان.
تقول الحكاية والتى تم عرضها فى فيلم تسجيلى بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة، بحضور الرئيس السيسى: إن يقين من بين أطفال كان يستخدمها عناصر الإرهاب كدروع بشرية لحمايتهم أثناء ملاحقتهم لتطهير الأرض من دنسهم، وتم إنقاذها وتوفير ملاذ أمن لها بعد الانتهاء من رحلة علاجها، لتبدأ حياتها الطبيعية كبقية أطفال الأرض، وتخرج من حياة تحت ظلام الأقبية والجحور والفكر المتطرف لتتعلم وترسم وتحفظ القرآن فى النور والأمان.
دموع يقين وخوفها كان واضحا عندما تم العثور عليها وعند شعورها بالأمان تحدثت وقالت، إن والدها أحضرها على موتوسيكل والقى بها وحيدة على الطريق واختفى بعد أن كان يعيش فى حفرة تحت الأرض، وأنها كانت محرومة من اللعب المباح للأولاد فقط.
تفاصيل أقرب يرويها أحد القيادات الأمنية التى شاركت فى العملية عن لحظة العثور على يقين بقوله "إنها تمت خلال عملية في منطقة شمال سيناء، وعثر عليها أحد ابناء سيناء الشرفاء المتعاونين مع القوات المسلحة، وتبين إنها ابنة عنصر قيادى تكفيرى، كان يستخدمها درع بشرى عند المداهمات ".
وتابع "وجدناها فى حالة صحية سيئة جدا، وتم نقلها إلى مستشفى العريش وتكفلت بها أجهزة الدولة المختصة".
رحلة يقين مع العلاج من آثار الضعف والحرمان من كل جميل فى الحياة بدأت وتواصلت لتعود لها صحتها وعافيتها وابتسامتها، ودموع الفرح والسعادة كما بدأت فى الفيلم التسجيلى وهى تحكى يومياتها الجديدة بقولها: "بروح الحضانة وأقرأ قرآن بحب أرسم وألون وأرسم إيد، وعلى الصباع الكبير عيون، وعاوزه أطلع دكتورة وبحب البيتزا"، وتابعت وهى تتذكر "زمان مكناش بناكل أى حاجة.. كنا بناكل "صبر" بس ( فى إشارة لتناولها ألواح الصبار كغذاء).. أنا مبسوطة فى المكان إللى قاعدة فيه دلوقتى وحاسة بأمان".
فرحة يقين بواقعها الجديد، واقع حياتها الحقيقى وضحكاتها وهى فى حضن أمن يؤكد أن مصر دائما حضنها كبير ودافئ يضم كل بريئ وطاهر، وإن رمال سيناء ستبقى طاهرة والدفاع عنها وتأمين أهلها ضد كل عدو هى رسالة مقدسة بدأت منذ الأزل وتتواصل ضد كل عدو فى كل عصر.