"ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء"، فما أجمل أن نستشعر جميعا فى هذه ذكرى المولد النبوي الشريف العطرة والخالدة تاريخ العزة والكرامة والإنسانية ومكارم الأخلاق، التى للأسف أصبح الكثير بعيدا عنها فى ظل غزو يستهدف العقول والقلوب وضرب القيم والثوابت الأخلاقية فى مقتل.
نعم، لقد كان مولد نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بداية حضارة أشعت بنورها العالم أجمع، لذا فإن إعلان الفرح بيوم مجيئه الكريم إلى الدنيا، واجب وضرورة فميلاده كان ميلادًا للحياة، فيجب علينا أن تُستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخيرات والمسرات، فما أجمل من تجميع أطفالنا وأهل بيتنا على فيض من المواقف النبوية السمحة، والتعرف على محاسن أخلاقه وسيرته العطرة، وخاصة أننا في حاجة ماسة إلى هذه المحاسن والمكارم في ظل مستجدات العصر والحداثة التي تسببت في تهميش كثير من قيمنا النبيلة، وضياع كثير من عاداتنا وتقاليدنا الجميلة التى عنوانها جبر الخواطر ورضا الوالدين والتراحم فيما بيننا وتوفير الكبير واحترام الصغير ، وإعلان الصدق والوفاء والرحمة والإخلاص .
وأعتقد أننا لو فهمنا المعنى الحقيقي للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، ستختفي مفاسد كثيرة تؤرق أمن المجتمع، وتكثر بيننا مكارم الأخلاق، وقيم التسامح والتعاطف والتراحم، وسنسعى جميعا نحو العمل والبناء والإصلاح لا الدمار والتخريب، خاصة أننا فى ظل حضارة مادية بحتة قوامها المادة وضحيتها الأخلاق والقيم، لذلك فإن النجاة كل النجاة أن يكون رسولنا الكريم هو القدوة والمثل.
وختاما.. إن الفرح بذكرى سيد الخلق ، مطلوب في كل وقت وكل حين، لكن يتأكد هذا الفرح في ذكراه الخالدة، فمحبة النبى من أصول الإيمان. فاللهم صل وسلم عليك يا حبيب الله ..