كعادة مواقع السوشيال ميديا فى الاهتمام بالقضايا الجدلية وإثارة اللغط والجرى وراء التفاهات والأمور السطحية، يتجدد اللغط حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وشراء حلوى المولد، متناسين دوما أن مصر أمة تاريخها في الأرض ثابت وحضارتها تعانق السماء وإيمان أهلها ملئ القلوب.
نعم، تقول مصادر، إن الفاطميين هم أول من صنعوا حلوى المولد، لأهداف سياسية المقصود منها الترويج للمذهب الشيعى، لكنهم نسوا أن هذا البلد مَدِينٌ ببقائه وحفظه، لتنوعه وتناغمه وإيمانه بالله ورسله، وحب رسوله الكريم وآل البيت، لذلك فمهما اختلفنا فى الديانة أو أى شىء آخر فمازالت الإنسانية والانتماء للوطن يجمعنا، لذا استقر عند القاصى والدانى أن أهم ما يميز الشعب المصرية عن الشعوب الأخرى أنه شعب طيب متسامح يقدر كل ما يعلو من القيمة والأخلاق وينبذ دوما كل ما يساعد على الفرقة أو الاختلاف، وأن هويته ثابتة لم يستطع أحد أن يغيرها عبر العصور رغم قرون الاحتلال والاستعمار ، لكن ما زال المصرى مصريا عبر آلاف السنين، يأخذ ما يروق له ويترك كل ما يخالف هويته أو يطعن فى ثوابته وأخلاقه..
فدعونا نفرح ونسعد بذكرى المولد النبوي الشريف، ولا نتوقف كثيرا عند هذه الجدليات حول مشرؤعية الاحتفال بالمولد من عدمه، فالثابت لدينا أن الاحتفال يجب أن يكون بشكل يومي في اتباع سنته وهديه واهمها الأخلاق الكريمة، والتي بُعث من اجلها فهو القائل إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق..
فما أجمل أن تجلس مع أولادك وأسرتك وأطفالك وتحكي لهم عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول لأطفالك، إن سيد الخلق كان حلوا فى كل شىء فى أخلاقه وفى صفاته فى أفعاله، وتحكى لهم قصصا حلوة من السيرة العطرة، وتتبادل معهم حلو الكلام، ثم تهديهم حلاوى المولد فتتذوق قلوبهم وعقولهم حلاوة الإيمان، ويتذوق فهم حلاوة الطعام..