دعونا نترك التمايز الشكلى فى مدارسنا ونركز على الجوهر

فى بداية العام الدراسى رأينا عدة مشاهد مؤسفة تحتاج منا جميعا إلى مراجعة أنفسنا والعمل على زيادة الوعى فيما بيننا، وهى صراع بعض أولياء أمور في أن يُجلسوا أبنائهم في الصفوف الأولى، فرأينا ولى أمر يحمل ابنه ليتسلق "ماسورة صرف" ليتمكن من الصعود للطابق الثانى قبل زملائه ليجلس في المقعد الأول، ورأينا اندفاع البعض والإصرار على تسلق سور مدرسة لتحقيق نفس الغرض، فى مشهد غير حضارى على الإطلاق، ويعد إساءة للمجتمع ككل، فهل يُعقل أن نتصارع على جلوس أبنائنا في الصف الأول إلى الحد الذي ينهار فيه سور مدرسة علي رؤوسهم... !!! والسؤال الذى يطرح نفسه فى ظل هذه المشاهد، لماذا هذا التمايز الشكلى، الذى ليس له معنى، فمن قال، إن المتفوقين هم من يجلسون في الصفوف الأولى؟.. يا سادة كلنا نعلم أن الطالب المجتهد لا يفرق معه إن كان جالسا في الصف الأول أو الأخير، أنسينا أن أولياء أمورنا كانوا لم يعلموا شيئا عن أماكننا في المدرسة، ولم يشغلوا بالهم بهذه الأمور، لأن النظام التربوى داخل الفصل يتطلب رؤوية من الإدارة ومعلم الفصل، وهو تنفيذ الطريقة التربوية التي تنص على جلوس الطالب القصير، والطالب الذى يعانى من ضعف نظر ليس إلا، فمن أين أتيتم بأن الطالب الذى يجلس في الأمام هو الأفضل والأحسن عن الذى يجلس في الخلف!! بل أن العجيب، أن هناك أولياء أمور، نراهم يتصارعون من أجل "الديسك الأول" وهم أنفسهم لا يشغلوا بالهم بجلوس أبنائهم في أى مكان بالسناتر الخصوصية رغم تخطى الأعداد فيها الفصول المدرسية في مفارقة غريبة وعجيبة، لذا اعتقادى أن الأزمة في التراخى وعدم تطبيق قاعدة "من آمن العقاب أساء الأدب"، وهنا المسئولية والعقاب يجب أن يتم توقيعها على الجميع على ولى الأمر حال تجاوزه أو تعمدة الإساءة وإهانة الدولة، وأيضا يجب توقيعها على المسؤولين عن كل ما يحدث وذلك من خلال محاسبة إدارة المدرسة التي يحدث بها ذلك ومحاسبة مدير عام الإدارة وكذلك مدير المديرية، وأعتقد أن كاميرات المراقبة سهلت الأمور كثيرا، فلو حدث هذا فعلا وتنفيذا فلن يجرؤ أي أحد أيا كان التجاوز. وأعتقد أيضا، أنه لو تم اتباع هذا الأمر بجدية، سيعود الطالب وكذا المعلم إلى المدرسة، وسيتم تطبيق نظام اليوم الدراسي الكامل مع ممارسة جميع الأنشطة التربوية ومتابعة العملية التعليمية كما ينبغي، فببساطة شديدة عودة الطالب ومكوث المعلم من السابعة صباحا إلى الثالثة عصرا لن يمنحه الوقت الكافى لإعطاء الدروس الخصوصية، وسيكون هناك فرصة للطالب التعلم في المدرسة بدلا من الذهاب للسناتر. وإذا اتفقنا على أنه "من آمن العقاب أساء الأدب" فعلينا أن نعترف أن سياسة التراخى من قبل بعض المسئولين تساعد الطلاب الغياب والتجاوز خاصة من هم في الشهادات بتفضيل عدم الذهاب للمدرسة والتركيز على الدروس الخصوصية في المنازل، غير أنه من العجيب والغريب أيضا وهو لابد أن نعترف به لنجد له حلا، أن معلمى فصول الشهادات خاصة يصممون على نصابهم القانوني من حصصهم رغم عدم ذهاب الطلاب. وأخيرا.. دعونا نترك هذا التمايز الشكلى ونركز على الجوهر، دعونا نتحد جميعا لعودة الانضباط في مدارسنا، دعونا نحتفل بقدوم العام الدراسى بدلا من الصراع والتصارع والتنافس في أمور شكلية لا محل لها من الإعراب دعونا نعمل على مساعدة الدولة في طريقها نحو تطوير المنظومة في ظل جمهورية جديدة تقوم على بناء الإنسان والدولة معا..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;