لم يستسلم الشعب للهزيمة وخرج بالملايين في شوارع المحروسة، يعلن رفضه لتخلي القائد وتنحيه، والحرب ما زالت لم تنته، رغم الخسارة في معركة 5 يونيو. وكان الرفض وعدم الاستسلام رسالة أيضا لقواتنا المسلحة بكافة أفرعها. فكان الرد السريع في معارك متقطعة مستمرة طوال 3 سنوات في حرب الاستنزاف.
وفي عيد القوات الجوية نحتفل بالقادة الأبطال الذين سطروا بدمائهم وأراحهم ملحمة الصمود والتحدي والنصر عقب هزيمة يونيو، وحتى معركة العبور والنصر والكرامة، وظلوا لفترات طويلة في الظل، يقدمون فروض الواجب للوطن في أية مواقع وفي كل منصب، دون البحث عن المكافآت أو الخروج للأضواء حتى أعاد لهم التاريخ اعتبارهم.
بعد الفريق مدكور أبو العز جاء الدور على اللواء أركان حرب طيار مصطفى شلبي الحناوي، ليتولى قيادة القوات الجوية خلال الفترة من 2 نوفمبر 1967 وحتى 22 يونيو 1969، وأثناء حرب الاستنزاف 1967.
في 22 يوليو 2018 وتزامنا مع احتفالات ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حفلات تخرج الطلاب الجدد في الكليات العسكرية، بحضور كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية.
ويشمل الحفل تخريج دفعات جديدة لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية وتضم خريجي الكلية الحربية والفنية العسكرية والكلية البحرية، بالإضافة إلى الكلية الجوية وكلية الدفاع الجوي، فضلا عن المعهد الفني للقوات المسلحة والمعهد الفني للتمريض. في هذه الاحتفالات تم إطلاق كما أُطلق اسم اللواء طيار قائد القوات الجوية مصطفى شلبي الحناوي على الدفعة 85 جوية وأحد الذي ساهموا في تطوير وإصلاح سلاح الطيران المصري بعد هزيمة 1967. تقديرا واعترافا بدوره في الاعداد لمعركة النصر.
أسهم اللواء مصطفى شلبي الحناوي قائد القوات الجوية الأسبق في بناء القوات الجوية عقب نكسة 5 يونيو 1967 في 20 شهرا وكان أصغر قائد لها عندما تولى قيادتها وهو برتبة عميد وعمره 45 عاما فقط.
التحق بالكلية الحربية عام 1942 وتم توزيعه على الكلية الجوية وتخرج فيها عام 1947 والتحق بعدد من البعثات الدراسية الخارجية في المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
كما اشترك في العديد من التدريبات في سلاح الطيران ببريطانيا وحصل من هناك على 15 دورة تدريبية وقاد 22 نوعا من الطيران، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية في فروتر بالاتحاد السوفيتي السابق، كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية في أكاديمية ناصر العسكرية عام 1972.
وتولى الحناوي العديد من المناصب القيادية بداية من قائد أسراب الطيران، ثم مديرا لمعهد دراسات الحرب الجوية، ثم رئيسا لشعبة العمليات بالقوات الجوية بالقيادة العربية الموحدة، ثم تولى منصب قائد القوات الجوية من نوفمبر 66 حتى عام 1969، وشارك في 5 حروب "حرب 48 و56 و67 وحرب الاستنزاف ثم التخطيط لحرب أكتوبر 73 وهو صاحب "الخطة نصر"،
ولد عام 23 مايو 1924 في محافظه البحيرة .مركز ايتاى البارود -قريه كفر عوانه في أسرة من أعيان البلد وقتها وتمتلك آلاف الأفدنة الزراعية، وحصل على شهاده الابتدائية سنه 1937 من مدرسه الاورمان ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية الثانوية حيث كان النظام الثانوية العامة خمس سنوات يحصل التلميذ على شهاده الثقافة العامة بعد الاربع سنوات الاولى وعلى شهاده البكالوريا بعد السنة الخامسة .
ثم أعلنت الكلية الحربية دفعة جديدة سنة 1942 تقدم اللواء الحناوي كنوع من الدعابة مع شباب مع أصدقائه، وكان ليس لديه أي رغبة بدخوله الكلية الحربية، وكان أمله هو الالتحاق بكليه الطب بعد حصوله على البكالوريا ليكون مثل عمه.
قبلت الكلية الحربية 150 طالبا ومنهم اللواء الحناوي عندما قابل والده حمدي باشا سيف النصر وزير الحربية، كان اللواء الحناوي من أوائل الخريجين في الكلية الحربية، ثم تم توزيعه على سلاح القوات الجوية وكانت دراسة القوات الجوية عامين فقط.
سافر اللواء الحناوي في بعثات خارجيه في المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي، واشترك في التدريبات العديدة في سلاح الطيران البريطاني وفي منطقه القناة، سواء في الطلعات الجوية أو التدريبات الأرضية، وحصل على 15 دورة تدريبية. وقام بالطيران على 22 نوعا من الطائرات.
حصل على درجة ماجيستير في العلوم العسكرية من أكاديمية (فروتر). من الاتحاد السوفييتي سنه 1959 وتولى قياده معهد الدراسات الحرب الجوية، وعمل بدورة أركان حرب، ودرس في كليه ناصر العسكرية.
شارك في خمس حروب، حرب 1948 - العدوان الثلاثي عام 1956 - حرب 1967 - حرب الاستنزاف 67-1969 حيث تولى قائد للقوات الجوية و الدفاع الجوي 1967-1969 و حرب اكتوبر كمخطط.
في عام 1971 تم اخيار اللواء الحناوي- قائد معهد دراسات الحرب الجوية (قائد للمجهود الجوي) ورئيس لشعبه العمليات الجوية (بالقيادة العربية الموحدة).
توفى اللواء أ.ح طيار مصطفى شلبي الحناوي في 29 ديسمبر 1999 عن عمر يناهز 75 عاما قضى خلالها 47 عاما في الطيران.