ماذا لو كان المسئول دائما فى الميدان.. زيارات وزير الصحة نموذجا

في إطار كتابة سلسلة مقالات تحت عنوان "ماذا لو ؟" تعتمد اعتمادا رئيسيا على صحافة الحلول، من خلال تسليط الضوء على مشكلة معينة أو أزمة مرتقبة لكشف أبعادها وتقديم حلول أو مقترحات أو على الأقل رصدها دون تضخيم أو تقليل ووضعها أمام متخذى القرار، وفى مقالنا اليوم نتحدث عن أهمية الزيارات المفاجئة والميدانية للمسئولين. بداية.. نؤكد إذا كان من دورنا تسليط الضوء على آية سلبيات، فإن من دورنا أيضا رصد أي إيجابيات من باب التعزيز ووضع الأمور أمام الرأي العام بكل حيادية، لذا فما يفعله وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار من القيام بزيارات مفاجئة للمستشفيات والمراكز الطبية أمر مقدر، ويجب الاقتداء به من كافة المسئولين لتكون هذه الزيارات ثقافة وواقع ومنهج لدى كل مسئول، خاصة أنه دائما التوجيهات الرئاسية للمسئولين "انزلوا الشارع شوفوا الناس".. وأهمية النزول للشارع والتواجد بين الناس يكشف حقيقة الوضع أمام المسئولين بشكل حقيقى بعيدا عن الصياغات المنمقة والتقارير المرتبة والمنظمة، إضافة إلى أنها تسمح للمسئول بأن يلتقى المواطنين والاستماع إليهم ولشكواهم دون تزييف، وبالتالي تتكشف الأخطاء وتتضح المشكلات أمام المسئول ومتخذى القرار خلاف أنها تعطى رسالة طمئنة ورضا للمواطن العادى أن الحكومة معه وتعمل من أجله ومن أجل خدمته والعمل على حل مشاكله مما يعزز الانتماء والولاء لديه ويخلق كما ذكرنا حالة من الرضا تجعله يشعر بمستقبل مشرق وأن الأمور للأفضل. لذا، فإن ما يفعله وزير الصحة من زيارات مفاجئة للمستشفيات للوقوف على الخدمات الطبية المقدمة للمرضى ومدى التزام الفرق الطبية والإدارية بقوانين ولوائح العمل نموذج مهم يجب تعميمه، خاصة أن هذه الزيارات بالفعل مفاجئة وليس هدفها الشو الإعلامى كما كان متبع من قبل، حيث كان يعلم وكيل الوزارة ومدير المستشفى بالزيارة وبالتالي يكون الكل على أهبة الاستعداد، والجملة المشهورة كله تمام يا فندم، لكن المتتبع لهذه الزيارات والقرارات التي يتم اتخاذها يجد أن الأمر مع وزير الصحة مختلف، وخير نموذج على ذلك زيارته لمستشفى بولاق الدكرور العام، حيث كانت الخدمات متدنية فكان القرار بإحالة مدير المستشفى إلى التحقيق وكذلك إحالة المتغيبين إلى التحقيق والأهم أنه تم توجيه بتوفير عمال نظافة للمستشفى. وما أود الإشارة إليه أيضا، أن كل المتخصصيين يتفقون على أهمية الزيارات الميدانية لأنها تكشف جوانب القصور وتضعهم في قلب الحدث، وتمكنهم من التعرف على مدى تنفيذ الخطط المتفق عليها، لكن يجب أيضا أن لا تكون هذه الزيارات لتصيّد الأخطاء والهفوات، إنما يجب أن يسعى المسئول خلال زياراته إلى مساعدة موظفيهم على بلوغ أهدافهم، وتذليل الصعاب أمامهم ويعمل على تعزيز ثقة الموظف بنفسه وبإدارته ومسؤولياته. وأخيرا.. نثمن هذه الزيارات الميدانية والمفاجئة ونتمنى أن تكون ثقافة عند كافة المسئولين، وأن تكون للمساعدة وكشف القصور والتأكد من تنفيذ الخطط ودعم الموظفين، والعمل على تدريبهم، وأن لا تكون للترهيب والتخويف أو للتوظيف إعلاميا..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;