بطبيعة الحال في أي شركة أو عمل ما، يكون هناك "موظفين" و"مدير"، فالتدرج الوظيفي أساس العمل المؤسسي، سواء كانت حكومية أو خاصة، وتبقى دائما العلاقة بين "المدير" و"الموظف" متغيرة، فهناك علاقات قائمة على الاحترام والمحبة، وأخرى يشوبها التوتر.
ربما يقضي "الموظف" نحو ثلث يومه مع "مديره"، سواء عن طريق التعامل المباشر أو غير المباشر، مما يتطلب تنظيما لهذا التعامل، حتى تصل العلاقة بينهما للنموذجية، فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الاخر، فالمدير يحتاج الموظف لتنفيذ أفكاره وتحقيقها عملياً، والموظف يحتاج الى إدارة وتوجيه وأيضاً إلى أفكار لينفذها.
كثير من العلاقات بين "المدير" و"الموظف" ناجحة، لا سيما إذا كان التفاهم والاحترام متواجدا، وبعضها "متوتراً"، لا سيما إذا كانت الصراعات قائمة، والتعامل صلب.
مما لا شك فيه، أن نجاح أي شركة أو مؤسسة أو مصلحة صغيرة أو كبيرة، قائمة على طبيعة العلاقة بين "المدير" و"الموظف"، فاذا ساد التفاهم والتناغم كان النجاح حاضرًا، بينما إذا توترت العلاقات بين الطرفين، فيؤثر ذلك بشكل كبير على تحقيق الإنجاز.
وإذا كنا ننشد النجاح والانجاز، فهناك أمورا يجب على المدير أن يتحلى بها، حتى يكسب محبة الموظف ويعظم من إنتاجه، لعل أبرزها الاحترام والتقدير، والدعم المعنوي للموظف باستمرار، وخلق مناخ مناسب للإنتاج والانجاز، وعدم التعامل بغرور، والقدرة المستمرة على حل المشاكل وإيجاد الحلول والبدائل، وعدم الاستعلاء والتسلط، فالتعامل بازدراء لا يحقق نتائج، فضلا عن عدم التفرقة بين الموظفين في التعامل، وابعاد الميول الشخصية عن العمل، وعدم المطالبة بإنجاز مهام كثيرة في وقتا قليل، والتدخل في شئون الموظف يكون لابداء الملاحظات وتطوير العمل، لا لفرض العضلات والسيطرة حتى لا تكون النتائج عكسيّة.
وعلى الشاطئ الآخر، يجب أن يلتزم الموظف بالمواعيد، وإنجاز المهام المكلف بها، وسرعة الاعتذار في حالة الخطأ، وأن يتخلى عن الحساسيّة المفرطة التي يوجهها له مديره، لأن هدفها تحسين العمل وليس الانتقاد، وأن يكون الموظف واثقا من نفسه وعمله، فالموظف الواثق من عمله وكفاءته لا يخاف من المدير، وأن يُعلي من مصلحة العمل، وأن يلتزم كلا من الطرفين بحدوده، وألا يكون هناك خلطا بين الأمور، حتى ينعكس ذلك بالإيجاب على العمل.
الخلاصة، اصنعوا بيئة مناسبة للعمل، ليكون الإنجاز والإنتاج حاضرا، وهي مسئولية مشتركة بين المدير والموظف، يجب على طرف منهما الالتزام باختصاصاته ومساعدة الطرف الآخر، ليثمر هذا التعاون والتكامل عن نجاح محقق.