مع زيادة وتيرة الحياة، وسرعان دوران عجلتها، وانشغال البعض بتفاصيل حياتهم اليومية، يتناسون بعض العادات الطيبة، والأخلاق الجميلة، التى تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا، لذا جاءت حملة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية "أخلاقنا الجميلة"، لتُعيد المجتمع إلى أخلاقه الجميلة، وتُعلى من القيم الإنسانية، وترسخ للرقى والتحضر والمحبة بين الجميع.
"اللمة العائلية يوم الجمعة"، من العادات الطيبة للمصريين، التى تربت عليها كثيرًا من الأسر، لا سيما فى الأرياف، سواء فى الدلتا أو الصعيد، وكثير من الأسر فى الحضر.
تلك "اللمة" الأسبوعية التى كانت كفيلة لإعادة التوازن داخل الشخص نفسه، وتحديد بوصلته، ومنحه طاقة إيجابية وقيم إنسانية، قادرة على نشر السعادة والمحبة، تلك "اللمة" التى كانت ولا تزال، لها مفعول السحر.
وأنت تقرأ هذه السطور، عُد بظهرك للخلف، وكأنك تعود بالذاكرة لسنوات مضت، وأنت تجلس بين أسرتك وعائلتك كل جمعة، تتسامرون وتتقاسمون الضحك، كضحكات المطر، تبلل بالحب روحك، وتستمد من عائلتك وأسرتك قوتك، فالشخص يحتمى بعائلته من أعاصير الحياة.
مع قسوة الحياة، وانشغالنا بالتفاصيل اليومية، وظهور الكثير من المدخلات على حياتنا، خاصة السوشيال ميديا، التى ساهمت بشكل كبير فى اختفاء "الأسرة الحقيقية"، وظهور "الأسرة الافتراضية"، بات الأمر ملحا لعودة الأسرة الحقيقية لدورها، تجمع الشمل، وتُجمع القريب والبعيد فى مكانا واحد، حتى لو مرة كل أسبوع، يتقاسمون الضحكات، ويصير بينهم حديثا، وترى الوجوه بعضها، قبل أن ننسى ملامحها، فنجلس ونتحدث، بدلا من التعامل من خلف جهاز أبكم، والتعبير عن الفرح والحزن بـ"ايموشن"، فلن تستطيع منصات التواصل الاجتماعى مهما تعددت، أن تكون بديلة لدفء أسرة تجلس حول "طبلية" واحدة، ولن يكون "كوميكس" بديلا، لضحكات صافية تخرج من القلوب ساعة تجمع أسري.
اصنعوا لأنفسكم أوقاتا سعيدة، ولا تجعلوا ظروف الحياة تتغلب عليكم، اقتنصوا منها ولو وقتا بسيطا، تجلسون مع من تحبون، تأكلون وتشربون وتضحكون وتتناصحون وتنثرون السعادة بين الجميع.