الابتسامات والضحك أشياء بسيطة مجانية حبانا بها الله سبحانه وتعالى لتخفيف وطأة الأيام وجعل الحياة تسير بشكل أسهل، من منا لم يجرب طلب شيء من شخص ما وعلى وجهه ابتسامة إلا وقوبلت بالقبول على الفور، ومع مقارناتنا بالعكس ستجد أن الأمور السهلة قد تتعقد بسبب وجهك العابس، فى حين أنه يبدو جزءًا غير مهم فى معظم الأيام، فإن ابتساماتنا وضحكاتنا لها آثار أكثر مما ندرك، بجانب أن الكثير من الدراسات تشير إلى أن هناك العديد من الفوائد لكليهما، بما في ذلك تعزيز صحتنا العقلية والبدنية، وحياة اجتماعية أفضل وحتى زيادة العمر.
"الضحك من غير سبب" ليس علامة للاستهتار أو قلة استيعاب حجم المعاناة أو تجاهل أزمة شخصية، فالابتسامة حقيقية دون أي أسباب تنتج الخير كله دون أن ندرك ذلك، الضحكة الحقيقية تخرج دون أى تفكير وتعكس حالة صفاء وحب تطفو على كل من حولنا، فإننا لا نبتسم أو نضحك فقط عندما نشعر بالرضا والسعادة الحقيقيين، وليس من الضرورى أن يكون هناك سبباً واضحاً لابتسامتنا أو حتى الضحك المصاحب لصوت مرتفع، فى الواقع يبتسم البشر لأسباب أخرى بما فى ذلك أن يكونوا مهذبين أو يبدو أنهم ودودون، قد نضحك بسبب الإحراج أو حتى الخوف، فالضحك والابتسام سلوكيات معقدة دفعت الكثير من العلماء إلى إجراء الكثير من الأبحاث، ولكن الحقيقى والواقعى أن لها تأثير ساحر وفورى لتخفيف الألم سواء كنت أنت المبتسم أو تتحدث مع شخص يبتسم فى وجهك.
فالابتسامة بالرغم من وصفها فى ديننا بأنها صدقة ولها أجر، فهى أيضاً واجب وسلوك يجب على الجميع التحلى به حتى لو كنا نتمتع بمكانة أو وضع اجتماعى معين، فالابتسامة لا تقلل من شأن الشخص بل إنها تعليه وتجعله فى مكانة محببة لكل من يراه، فلا يجب جعل الضحك أو الابتسامة فعل يبدر منا لشخص نحبه فقط، فيجب علينا اعتماده كدستور حياة نسير به فى تعاملاتنا اليومية مع أى شخص بداية من البائع وعامل النظافة وليس المقربين منا فقط، يمكن أن يكون الضحك نتاج تفاعل اجتماعى أو ينشأ من تلقاء نفسه، وجعل الضحك اللاإرادى تعبيراً عادياً بل محببا وليس من علامات "قلة الأدب"، وجعل أيضاً الضحك الاجتماعى ليس جزءًا محكومًا من التفاعلات أو نتاج التحدث مع شخص ما، ومنها ستجنى نتائجها بشكل جيد فهذا يعنى أنه عندما تبتسم أو تضحك فمن المحتمل أن تنعكس إيجابيتك، مما يساعدك على تكوين العلاقات أقوى وتنمية إيجابية لمكانتك وسط الجميع.