نأسف لحضراتكم لن تمر عليكم مرور الكرام

ماذا يحدث لك أذا كنت انت صحفى وتعمل فى هذا المجال الإعلام ويمر عليك خبر مرور الكرام ماذا انت فاعل؟؟ هل طرحت على نفسك هذا السؤال أم جعلت هذا السؤال يمر أيضا عليك مرور الكرام؟ واذا جعلت أى خبر يمر عليك مرور الكرام فلا تتعجب إذا مر هذا الخبر أو أخبار كثيرة على القارىء مرور الكرام فلا تعتب علية أنما أعتب على نفسك انت ايها الإعلامى الذى تعمل فى هذا المجال الذى سمحت لنفسك بأن تمر بعص الأخبار الهامة عنك مرور الكرام ولا تعتب على القارىء الذذى لا حول ولا قوة لة أذا مر الخبر عنة مرور الكرام، ولكن قبل أن ندخل فى الموضوع الذى مر علينا مرور الكرام تعالوا نتعرف على معنى الكلمة التى هى محور هذا المقال.

فمعنى كلمة مرور الكرام " أي "مر عليه بسرعة"، و"مر على الموضوع أي عالجه بسطحية فالقول يستعمل في كل السياقات التي يحتاج الإنسان فيها إلى القول إن أمرًا ما تم أو عولج بسرعة ولكن مرور الكرام هو في الأصل المرور المذكور في قوله تعالى:وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (الفرقان 72).

ولكن نرجع إلى أصل الموضوع للأسف الشديد مر مرور الكرام على إعلامنا الغارق فى المحلية ثلاث أخبار لا أعرف أذا كان هذا عن عمد أو تجاهل أو قصد بأن تمر هذة الأخبار على القارئ مرور الكرام، ولكن ماهذة هى الأخبار التى لا تستحق أن تمر مرور الكرام.

الخبر الأول يقول سقوط أول قتيلة سودانية تقاتل فى صفوف تنظيم الدولة الطالبة فى كلية الطب بجامعة الخرطوم التى التحقت قبل أيام فى قصف جوى على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية "فى العراق .

عندما بثت وكالات الأنباء العالمية هذا خبر كنت اتوقع أن نهتم بة فى مصر ولكن وجدت أن هذا الخبر يمر مرور الكرام وأن كان لا يمكن أن يكون هذا الخبر قد مر مرور الكرام بعيد عن الديسك التحريرى فى أى مؤسسة إعلامية أو على محطات التلفزيون الخاص والعام فى مصر خاصة أن وكالات الأنباء بثتة، لكل المشاركين فى خدمات هذة الوكالات.

المهم من جانبى ـ ردت أن لا يمر هذا الخبر مرور الكرام فطلبت من أحد الأصدقاء فى السودان أن يمدنى بتفاصيل هذا الخبر الذى الشيطان يكمن فى تفاصيلة فعندما وصلتنى التفاصيل فقررت أن انقلها بحذافيرها والتى تقول "أن الطالبة روان زين العابدين وزوجها التحقا الصيف الماضي مع مجموعة من طلبة كلية الطب في جامعة سودانية بتنظيم الدولة، واستقروا في الموصل لتقديم الخدمات الطبية لعناصر التنظيم، وهذا الزوج لا يزال يقاتل فى صفوف التنظيم .

لكن الذى لا يمكن أن يمر مرور الكرام هى هذة التفاصيل الذى وردت لاحقا وهى كالتالى: أن والدي روان من كبار الأطباء الأخصائيين، ولديها طفلة رجحت مصادر نجاتها مع أبيها من القصف، وروان كانت قد عُقد قرانها على زميل لها في الجامعة، وسافرا معا للانضمام إلى تنظيم "الدولة الاسلامية" بعد مبايعته وأنها كانت تدرس طب الأسنان في السنة الثالثة قبل التحاقها بالتنظيم صيف عام 2015.

عدد السودانيين الذين قتلوا ضمن صفوف تنظيم الدولة بالعراق وسوريا 35 قتيلا وفى ليبيا حوالى 20 قتيلا، لكن هذة المرة الأولى التى يعلن فيها عن مقتل فتاة هناك، وأخبار تقول أن هناك نحو 45 طالبًا من جامعة العلوم الطبية السودانية التحقوا بتنظيم الدولة عبر 3 أفواج وقتل منهم 35 شخصًا، وهناك معلومات تفيد أن عدد الطلاب السودانيين فى الدولة الإسلامية يفوق تلك الإحصاءات بكثير.

الخبر الثانى الذى مر مرور الكرام وخاصة على الصفحات الرياضة والبرامج المسماة رياضة وهى عكس ذلك مع احترامنا للجميع ولنا كلام فى هذا الشأن فى مقال أخر وكنت أريد أن أعذر هذة الصفحات الرياضة التى انشغلت للأسف لبلطجة أحد المدربين الذى هو فى الأصل لاعب دولى وكان يجرى وراء أحد المصوريين الذى كان يقوم بعملة وقام بطرحة على الأرض وانهال علية بالضرب وهذة ليس المرة الأولى التى يفعلها هذا اللاعب ولكن كان الأهتمام بهذا الخبر يفوق من الخبر الذى بثتة وكالات الأنباء العالمية التى أفادت الدولة الاسلامية تقطع رؤوس 4 لاعبى كرة قدم سوريين، وهم لاعبون سابقون في نادي الشباب السوري، وهذا حدث أمام حشد من الأطفال في الرقة بعد اتهامهم بالتجسس لصالح "وحدات حماية الشعب" الكردية، وقاموا بشر صورًا لأطفال يتفقدون الجثث الملطخة بالدماء للضحايا، والضحايا هم "أسامة أبو كويت ونهاد الحسين وإحسان الشويخ وأحمد أهاواخ"، مضيفين أن شخصًا آخر تم إعدامه معهم، دون ذكر هويته.

والذى لابد أن نذكرة فى هذا الصدد أن "الدولة الاسلامية" حظر ممارسة الرياضات المنظمة بما فيها كرة القدم بعد سيطرته على الرقة منذ عامين، كما أنه أعدم 13 صبيا في الموصل بالعراق لمشاهدتهم مباراة لكرة القدم بين العراق والأردن العام الماضي.

الخبر الثالث الذى مر مرور الكرام !!! مترجم سابق لـ "الدولة الاسلامية" يؤكد أن سبب انضمامه للتنظيم جاء بعد فتوى أصدرها داعية مصري لـ"الجهاد" في سورية، وقال محمد يحيي الذي كان يعمل مترجما لدى "الدولة الاسلامية" إن سبب انضمامه للتنظيم جاء بعد فتوى أصدرها الداعية المصري محمد حسان بـ"الجهاد" في سورية.

وأضاف يحيى البالغ من العمر 19 إنه سافر من قيرغيزستان إلى مصر لطلب العلم في جامعة الأزهر ومكثت هناك سنة ونص حسب ما نشره موقع "المصري اليوم" الأحد الماضى.

وفي لقاء مع الكاتب البريطاني روبرت فيسك الذي يعمل في صحيفة البريطانية "الاندبندنت"، أكد يحي أنه تأثر بالشيخ محمد حسان وأفكاره خاصة أنه أصدار فتوى آنذاك تجيز "الجهاد" في سوريا، وقال إن "كل مسلم يجب أن يذهب ويشارك في الجهاد بسوريا".

وأشار يحيي إلى أن حسان "أعطى كل طالب أشرطة تحتوي على تسجيلات فيديو تظهر الجيش السوري في ممارسات بشعة ضد المواطنين السوريين"، وقال للحضور "يجب أن تذهبوا للجهاد في سوريا"، وتابع أن "ذلك الكلام ملأ عقله، وأن محمد حسان أعطى كل شخص من الحضور 100 دولار".

وسرد يحيي للكاتب البريطاني معلومات عن رحلته من مصر إلى سوريا، في عام 2013، حيث سافر إلى اسطنبول بعد أن أخبره طالب أخر أن عليه أن يتصل بشخص يدعى أبومحمد التركي، وهو المسؤول عن مساعدة “المجاهدين” للوصول إلى سوريا.

وأوضح يحي أن أبو محمد أخبره أنه لن يواجه أي مشكلة في تركيا حيث أن هناك العديد من الشباب مثله، وبعدها تم نقله عن طريق المهربين، موضحا أن هناك العديد من الشباب التي تراوحت أعمارهم بين 15 و18 عام من أصول عربية وأجنبية.
وبعد العبور لسوريا، اكتشف محمد يحيي بيوت ضيافة مختلفة لاستقبال الوافدين من قبل الجماعات المختلفة، فكان هناك بيت لـ"الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة"، وانضم يحيي لتنظيم "الدولة الاسلامية" بناء على نصيحة مواطن من قرغيزستان قابله هناك، وأخبره أن "الدولة الاسلامية" هو الأقوى الآن.

عمل يحيي كمترجم لتنظيم “الدولة الاسلامية”، ومكث عدة أشهر في الرقة قبل أن يتم القبض عليه، ونقله إلى السجن العسكري بدمشق من قبل الجيش السوري، ووصف فيسك عملية القبض على يحيى بالقصة الهزلية، حيث تم دعوته من قبل ميكانيكي كان يصلح سيارته لزيارته إذا كان يريد الزواج وهناك تم تخديره ونقله إلى السجن. !!!ملحوظة يجب الإشارة لها اننى حاولت التأكيد من صحة هذا الكلام من قبل الشيخ حسان ولكن للأسف كل الأرقام التى اعطت لى لم اجد فيها الشيخ حسان لكى اتأكد من المعلومة ولم اجد اى رد لنفى هذا الكلام فى "الاندبندنت".

هنا يطرح السؤال هل يمكن أن تمر هذة الأخبار مرور الكرام !!!! المشهد لم يعد مقبول وأى نوع من هذا الإعلام وكيف تجاهل الإعلام الإكتروني هذة الأحداث هو إعلام الساعة يخرج دون أبراز هذة الأحداث فكيف اننا للأسف أما مشهد إعلامى هزيل يحتاج إلى وقفة حقية من الجميع حتى لا نصل إلى هذا التجاهل للأخبار الذى نشاهدة يوميًا كما شاهدناة فى واقعة اشبة بمسرحية شاهد ماشفش حاجة نقول على طريقة الفنان «عادل إمام» وهو يردد جملته الشهيرة «متعودة دايماً» وكنت اتوقع من وسائل الإعلام المصرية ولاسيما مقدمى ما يطلق عليهم مقدمي برامج «التوك شو»وهى فى الأصل شو وليس لها علاقة بالتوك الا تمر عليهم هذة الأخبار مرور الكرام !!!

مازلنا كإعلاميين نطمح لتحقيق المزيد المزيد من التسارع في عملية تطوير الإعلام المصري الذي نأمل دائماً أن يكون لا بد تقييم أنفسنا سلبا أو إيجاباً قبل أن نجلد بسياط الآخرين ونتهم بالضعف حينا، والتقصير أحيانا وبهذه المناسبة أرجو إلا يخرج علينا أحد ويقول لنا فى المرات القادمة هذة الأخبار لن تمر علينا مرور الكرام، أى من وسائل الإعلام المصريّة المقروءة و المسموعة و المرئيّة !!