بواقعية تحسب للسويسرى مارسيل كولر، وأخطاء بالجملة للبرتغالى فيريرا ، حقق الأهلى لقب السوبر المحلى للمرة الـ12 عن جدارة في استحقاق على الأراضى الإماراتية.
كولر كان مدركا للكيفية التي يحقق بها الفوز، وظهر واقعيا في ثبات التشكيل الذى يعتمد عليه منذ توليه مهمة تدريب الأهلى دون فلسفة مفاجأت المباريات الكبرى التي يعتمد عليها بعض المدربين وكان فيريرا في لقاء السوبر من بين هؤلاء الفلاسفة ليفقد معه الزمالك هويته وأركانه الأصلية التي كانت جزء لا يتجزأ من انتصاراته وبطولاته التي حققها العام المنقضى، وتتحول تلك الفلاسفة إلى ما اشبه بالأسلحة الفاسدة !.
فيريرا أفتى في طريقة لعب الزمالك، وأقحم زيزو كمهاجم ثانى بجوار الجزيرى ، ليقسم الفريق كجزيرتين منفصلتين، الأولى يمثلها زيزو والجزيرى والثانية عبارة عن 8 مدافعين، وياللهول لا يؤدون واجباتهم كاملة، وغابت عنهم المركزية لتتشتت أوصال أصحاب الرداء الأبيض، وعلى الأخص الجبهة اليمنى التي كانت ثغرة واضحة، تغلل منها لاعبو الأهلى لمرمى محمد عواد كثيرا .
على مستوى التشكيل.. دفع فيريرابعمر جابر الذي لم يكن في أفضل أحواله على حساب سيد عبد الله نيمار صاحب البصمة الكبيرة منذ الموسم الماضي، وكذلك الاعتماد على زكريا الوردي المتهور والذى ارتكب خطئا ضد سيراميكا كان يستوجب عدم إشراكه أمام الأهلى، ولكنه اشركه وكاد أن يكلف الفريق الطرد لولا استبداله بين الشوطين.
فيريرا بدأ بطريقة 5-3-2 التي بدت غريبة على اللاعبين خصوصا وانه لا يعتمد عليها نهائيا، وقد يكون لعب بها مباراة فلامبو بطل بوروندي، ولكن شتان الفارق بين هذا الفريق المغمور الضعيف، وبين الأهلى القوى بأدائه وروحه.
أيضا أثر على الزمالك غياب الونش وفقدان خط الدفاع الأبيض الخبرة المطلوبة، كذلك غياب التوفيق عن أهم عنصرين في الفريق – زيزو وإمام عاشور – ما زاد من الضرر الواقع على أبناء ميت عقبة.. حتى عندما كان الزمالك متأخرا بهدف جاءت تغييرات فيريرا لتزيد الوضع صعوبة فى الزمالك وبدلا من تدعيم سيف الجزيرى فى الهجوم أخرجه من المباراة، ليكمل الأبيض اللقاء دون اى مهاجم صريح فى الوقت الذى كان يحتاج فيه التعويض.
المستوى الضعيف الذى ظهر عليه الزمالك في السوبر، اتضح جليا من هدفى الأهلى.. الهدف الأول زكريا الوردى منح الكرة لسافيو عندما حاول ارجعها ناحية عبد الغنى جاءت قصيرة ، ليقتنصها البرازيلي سافيو ليسجل هدف أروع ما يكون، وفى الهدف الثانى، " اتضرب " دفاع الزمالك بكل سهولة وغاب التركيز عن عناصره بداية من التمريرة العرضية من الجبهة اليمنى للزمالك مرورا بعدم التمركز داخل منطقة الـ 18 ليجد كريم فؤاد نفسه وحيدا أمام المرمى ليسجل هدف قتل المباراة.
ورغم واقعية كولر ، لكنه قام بتغييرات بسيطة في مبادئة من حيث طريقة اللعب،دون ارباك المضمون،حيث لجأ للكرات الطولية بدلًا من بناء اللعب من الخلف تدريجيًا، ليبعد عن ضغط الزمالك الهجومي على دفاعات الفريق الأحمر،فأصبح الأهلي يخرج بالكرة مباشرة لخط الوسط أو الهجوم دون الحاجة لتمريرات دفاعية قصيرة وتدرج بالخروج، وهو ما نجح تمامًا ،وكالعادة عندما يتقدم أكرم توفيق يبقى علي معلول بالدفاع والعكس مع تقدم التونسي يبقى أكرم بالدفاع
الأهلي في السوبر كان اكثر تنظيميا، ساعده فيريرا على السيطرة على المباريات، قبل أن يجرى تعديلات في الشوط الثانى خففت من سوء الأداء
ومع منتصف الشوط التاني الأهلي وقع بدنيا واجري تغييرات جيدة ، مثل نزول محمد شريف الذى منح الأهلى الحيوية المطلوبة فى الخط الهجومى بتحركاته الكثيرة داخل منطقة جزاء الزمالك، وكذلك كريم فؤاد الذى سجل الهدف التاني، وبات ورقة رابحة يستخدمها كلور لترجيح كفة الأهلى، خصوصا واظنها المباراة الثانية على التوالي الذى يصنع الفارق ، فيعدما صنع هدف الفوز على أسوان عقب نزوله، سجل هدف العتزيز في السوبر.
ومع المستوى الجيد للأهلى في السوبر كان هناك لاعبين هم الأكثر فعالية وتأثيرا في الأداء، محمود متولي المدافع الصلب، صاحب الريؤة الفنية العللية للملعب، بتوقعاته الجيدة وتمريراته الجيدة جدا والخروج بالكرةمن الخلف للإمام بدقة كبيرة، الثانى طاهر طاهر الذى بدا أكثر نضجا مع كولر وظهر مستواه الحقيقى وقدم مباريات رفيعة المستوى
*الحكم البرتغالي الذى أدار المباراة لم يكن على المستوى المطلوب لأهمية المباراة، ما يؤكد أن التحكيم المصرى مهدر حقه، ويحتاج فقط التعامل مع منظومته بهدوء دون اتهامات بالتحيز لفريق على حساب آخر.
*لقطة كانت هي الأجمل في السوبر، وتؤكد على الروح الرياضية المطلوبة بين الأندية المصرية، قيام الأهلى بعمل ممر شرفي للزمالك ، في ترجمة حقيقة لحملة نبذ التعصب تطبيقا لحملة الشركة المتحدة الراعى الأصيل للرياضة المصرية.