الصغار ينقلون الأسرار ..هذا ما بدر في ذهنى عندما تحدثت مع الصغير ابن صديقتى عن بعض الأمور، كنا نأخذ هذا التصرف في بادئ الأمر على محمل المزاح لا أكثر، ونصفه بأنه طفل ذكى وعبقرى، ويعلم ما يدور حوله في هذه السن الصغيرة، لنجد الطفل الصغير الذى لا يكاد يعرف السير، بأبتسامة وديعة ملائكية، يتحدث معنا بكل ما يعرفه، وهو يشعر بالبهجة والسعادة.
ولكن أنقلب الأمر لمسار آخر ، فقد بدأ الطفل بالتحدث عن خصوصيات، و أسرار والديه ، بتلقائية شديدة، وهو يشعر بالفخر أن لديه شئ يتحدث عنه، وتطلعت صديقتى نحوى بخجل.
أعلم بأنه صغير لا يعى ما يقوله، ولهذا يجب أن يوجه، كنا فى بادئ الأمر نظن بالطبع أن تحدث الطفل بهذا الشكل يجعله جرئ ويثق بنفسه، ولكن لم نتخيل أنه قد يتحدث عن الاسرار دون المقدرة على الاحتفاظ بداخله بشئ، ما يشعره بالمرح،، ولكن أسرار المنزل لا يجب أخبارها لأى شخاص مهما كان.
وبعد قليل أتى وبرأة الاطفال فى عينيه، وهو يقترب والإبتسامة على وجهه الصغير ويتلعثم وهو يخبرنى، أنه يعلم كلمة السر لهاتف والدته، كاد أن يخبرنى ولكنى واوقفته عن الاكمال.
وأخبرته كم هو عبقرى، لأنه يعلم هذا، وسيكون افضل إذا لم يخبره لأى شخص، لأنه سر وعليه عدم الإفصاح عنه، وبالطبع لم يستوعب حديثى.
لفت نظر صديقتى بأن تراقب طفلها الجميل، فقد يتفوه بأشياء دون أن ينتبه أنها هامة، وقد يوقع الوالدين في مشاكل لا حصر لها دون قصد منه بالطبع، فكم من مشاكل، كما يقول المثل" يعملها الصغار ويقع في الكبار",.
ولهذا يجب تعليم الطفل كيفية حفظ السر عن طريق:
- أخبار الطفل بأمر ما غير هام، وطوال اليوم تراقبه الام فإذا حفظ السر، تكافئه، و تعطيه هدية يحبها مثل قطعة شكولاتة كمكافاة لحفظه السر، وتثنى على عبقريته وقدرته القوية على عدم البوح بالسر.
- أخبار الطفل إذا طلب منه صديقه الصغير فى المدرسة، أن يحتفظ بالسر، عليه أن يميز بين السر الإيجابى والسر السلبى الذى قد يوقعه في مشاكل خطيرة، مثل سر صديقه أن يلعب مع كلب الجيران الكبير غداً، وهذا يكون خطر على صديقه الطفل، فقد يعطه الكلب، أويتعرض لعدوى.
- يمكن تعليم الطفل عند اللعب أن يحتفظ بمعلومات اللعبة، لأن عليه عدم البوح بها حتى يكسب.
- قبل إحضار هدية للمنزل يمكن للاب اخبار الطفل عنها ليشعر بالسعادة أنه يعلم معلومة لا يعلمها غيره مما يعطيه ثقة بالقدرة على حفظ السر.