بعد انتهاء اليوم الأول من فعاليات القمة العربية بالجزائر والتى تعد فرصة تاريخية، لأنها تأتى في وقت تحدث فيه تحولات وظروف دولية لها تأثير بالغ الأهمية والخطورة على عالمنا العربى، ما يلزم الاستفاقة والتعجّل والإسراع في حدوث توافق وتنسيق ومد الجسور لتوحيد المواقف حول الملفات الخلافية ومصير الأمة.
ونافذة الأمل التي نتحدث عنها، أن نكون أمام إعلان قوى للجزائر يرسم خريطة طريق جديدة نحو مستقبل أفضل، خاصة بعد ما رأينا خلال كلمات الوفود من توافق حول عدة قضايا مهمة، منها وضع حد للقضية الفلسطينية والسعى لإنهاء المصالحة الفلسطينية، وكذلك الاتفاق حول ضرورة تطوير منظومة العمل العربى المشترك، ورفض التدخلال الإقليمية إضافة إلى تأكيد الجميع على أن منظومة الأمن القومى العربى يجب أن تتسع لتشمل الأمن الغذائي والمائى وكذلك مكافحة الإرهاب، مع ضرورة التأكيد على حقوق الدول العربية بإيجاد حلول دبلوماسية للبحث عن حلول عربية عربية لحل الأزمات والصراعات في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق ولبنان ومناطق الصراع الأخرى.
وما يعزز هذا، أن هناك استفاقة واضحة من العرب، خاصة فيما يخص التدخلات الأجنبية والإقليمية في قضايانا، والاتفاق على أن هذه التدخلات هي من فاقمت وساهمت فى إطالة أمد الصراع وتعقيد الأزمات العربية، لذلك فقد آن الأوان للبيت العربى أن يتوحد في ظل هذا التقارب الملموس لوضع خريطة طريق جديدة لتحديد مواقف موحدة تجاه أزماتنا، والتخلص من التأثر بتغير النظام العالمى والتحولات الدولية بأن نكون فاعلين، خاصة أننا نملك قدرات الفعل من حيث امتلاك الموارد البشرية والطبيعية والطاقة والطبيعة الجغرافية والمناخية واللغة لموحدة والتاريخ المشرف ما يُمكن لإحداث التكتل المنشود والتكامل المأمول في كل المستويات الاقتصادية والأمنية.
لذلك، يجب أن لا نضيع هذه الفرصة، فقد رأينا العالم الآن يعانى أشد المعاناة وينكشف أمنيا واقتصاديا، وأن لن نعول على الطرف الخارجي في حل مشاكلنا أو نسمح له بتوظيف قدراتنا وأزماتنا لخددمة مصالحه، والحل في اعتقادى أن تتوحد الإرادة العربية نحو التفكير في استثمار الطاقة البشرية العربية والمقدرات التي نملكها بعيدا عن الخلافات السياسية، وأن نبدأ على الأقل بفتح نافذة أمل فى المجال الاقتصادى بالسعى نحو وجود تكامل اقتصادى لمواجهة تهديد الأمن الغذائي وتأسيس تكتل حقيقى يتم استثماره اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في التعامل مع مواقفنا وقضاينا وهذا لا يتأتى إلا بالاهتمام بما يُجمعنا ونترك الخلافات جانبا، وبإصلاح نظام الجامعة العربية من خلال خلال إيجاد وتفعيل آليات معاينة ومراقبة لمد الجسور والتواصل وكذلك لمعاقبة من يتخلف عن الطريق المرسوم.
وأخيرا، يأتي التعويل على إعلان الجزائر فى ختام فعاليات القمة لوضع نهاية للأزمات والصراعات، لأنه كيف نأمل في لم الشمل العربي في ظل الصراعات التي تشهدها أكثر من دولة عربية في ليبيا وسوريا واليمن؟.. وكيف سيتحقّق توحيد الصف، وهناك دول تغلب المصلحة الثنائية على المصلحة القومية؟.. وكيف ننتصر في القضية الفلسطينية والانقسام هو سيد الموقف لأبناء القضية أنفسهم؟.. وكيف نواجه عدونا وهناك من يسمح له باختراقنا؟.. وكيف سنقوى ونحن بأيدنيا نهدر ثرواتنا الطبيعية والبشرية؟.. لذلك إن لم يتم تتوحدة الإرادة العربية فى القمة، فلن يختلف مصيرُها عن مصير ما سبقها من توصياتٍ صادرة عن قمم عربية بقيت مجرّد حبر على ورق..