تتغير الأيام، وتتبدل الأحوال، وتدور عجلة الزمان، لنستمتع بأيامنا الحلوة، ونتجاوز أيامنا الصعبة، وفي المحن والأزمات، تظهر معادن الناس، خاصة الأصدقاء الأوفياء، الذين نعبر بهم كل الصعاب، ونتجاوز كل الأزمات، فهم كالصخور تتحطم عليهم الأزمات، هم أصحاب الفضل، وصانع المعروف لا يقع، ولو وقع لا ينكسر.
من يزرع المعروف يحصد شكرًا، ومن أفضل المعروف إغاثة الملهوف والوقوف بجوار الأصدقاء والأقارب في وقت الأزمات، فلا نولي الدبر، ولا نتركهم غارقون في مشاكلهم، دون أن نمد لهم يد العون.
للآسف، يوجد نوعا من بني البشر، يكونوا حولك، كـ"الزفة الكدابة"، طالما مصلحتهم معك، وما أن تنتهي، أو تترك منصبا أو كرسيا، أو يصبحون في غير حاجة لك، ينفضون من حولك، هم شر الناس، فاحذروهم.
وعلى الشاطئ الآخر، يقف هؤلاء المخلصون الذين تظهر معادنهم الأصيلة في الأوقات الصعبة، يتقاسمون معك الحزن، وترتسم ابتسامة السعادة على وجوههم لفرحك، هم أصحاب الفضل والجميل، فكن دائما مستعدا لرد هذا الجميل.
لا يجب أبدًا، أن ننسى هؤلاء المخلصين الذين نعبر بهم الأزمات، ولا تكتمل فرحتنا بدونهم، فأصحاب الفضل والجميل لا يمكن أن ينساهم أحد.
الناكرون للمعروف هم أشخاص اختاروا خسارة قلوب من حولهم، لرضاء غرورهم وفساد قلوبهم، فالقلوب النقية هي وحدها من تحافظ على الجميل وتحاول دائماً أن ترده بالخير والاعتراف به وحفظه، فالجميل كالأمانة لا يضيعه إلا الفاسدون، وناكر المعروف هو شخص سيء الخلق يعب على الناس عشرته، ولا يرغب في مجالسته أحد، فهو ناكر لخير الناس ذاكر لنفسه دائماً، إذً لا يليق بالإنسان أن يفعل مثل هذه الحماقات والأفعال الشيطانية أبداً، فرد الإحسان بالإساءة عمل خبيث، كما يقولون.
حقا، الناكرون للجميل كالمياه المالحة مهما ضفت لها سكر لا تحلوا أبداً، فمن صنع اليك معروفا فأشكره، وحاول أن تتسابق كلماتك وتتزاحم عباراتك لتنظم عقد الشكر والعرفان، ولا تنسى أبدا أن ترد الجميل يوما من الأيام، حتى نحافظ على هذه القيم وتعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.