بصرف النظر عن إقامة كأس العالم في الشتاء لأول مرة والأرقام الفلكية اللي دفعتها قطر للتحضير لكأس العالم 2022 ويكفى أن تعرف حجم تكاليف استعدادات وتجهيزات قطر لاستضافة البطولة والتي بلغت 220 مليار دولار مقابل 15 مليار في 2014 بالبرازيل و11.6 مليارًا في روسيا، لكن البطولة الأقوى والأهم على كوكب الأرض ستكون استثنائية هذا العام وقد تكون الأفضل والأمتع على الإطلاق لعدة أسباب بعيدًا عن التجهيزات والتكاليف المالية.
إقامة البطولة في شهر نوفمبر لظروف الطقس الحار في قطر خلال الصيف، وانطلاق المسابقة بعد 3 أشهر فقط من بداية الموسم سيكون أمرًا جديرًا بالاهتمام والمتابعة لأنها المرة الأولى التي سيقام فيها المونديال بوسط الموسم عكس النسخ السابقة التي كانت تقام صيفًا بعد نهاية الموسم الكروى وما يتبعه من تراجع لمستوى بعض النجوم الكبار كل بطولة، وهو ما سيكون مستبعدًا في النسخة الجارية التي تقام في وسط الموسم.
البطولة الأخيرة في مسيرة ميسى ورونالدو بنسبة كبيرة ستكون مثيرة للغاية.. الأرجنتين على مر العصور تمتلك منتخبات قوية، وفى المحاولة الأخيرة للبرغوث أعتقد أن الوضع سيكون مختلفًا عن كل المشاركات السابقة لنجم التانجو الذى شارك في 2006 و2010 و2014 و2018 واكتفى بالوصول للنهائي مرة واحدة وخسره في 2014 أمام ألمانيا، والنسخة الحالية قد تكون المحاولة الأخيرة لأحد أساطير اللعبة والذى لم ينل شرف رفع الكأس حتى الآن.
رونالدو هو الآخر عانى في السنوات الماضية مع الكأس وحقق أفضل إنجازاته في أول مشاركة في 2006 عندما وصل إلى نصف النهائي لكنه اكتفى في النهاية بالمركز الرابع دون تحقيق أي ميدالية حتى..
الوضع الآن أصبح مختلفًا حيث يعد البرتغال أحد أقوى منتخبات العالم ويمتلك مجموعة كبيرة من النجوم المميزين في كل المراكز، وبالتأكيد ستكون المشاركة الأخيرة للدون الذى سيتم عامه الـ38 في فبراير المقبل.
وبعيدًا عن صراع العروش بين ميسي ورونالدو، فهناك منتخبات عائدة من بعيد تبحث عن استعادة كبريائها مثل هولندا المتوهج مع فان جال وجيل مميز من اللاعبين، والبرازيل بقائمته المدججة بالنجوم، وإسبانيا التي وجدت التركيبة السحرية بين الخبرة والشباب مع إنريكي، بخلاف الجيل الذهبى لمنتخب بلجيكا الذى يطمح في تحقيق إنجاز أكبر من البرونزية التي تحققت في النسخة الأخيرة في روسيا كأفضل إنجاز في تاريخ الفريق، بالإضافة إلى إنجلترا التي ظهرت بشكل مختلف مع ساوثجيت وحققوا المركز الرابع في النسخة الماضية، والآن أصبحوا يحلمون بالذهب للمرة الثانية في تاريخهم والأولى منذ 66 بعد اكتساب نجوم الفريق الشباب خبرة كبيرة في السنوات الأربع الماضية بعد بلوغ نصف نهائي المونديال، وكذلك ألمانيا بطل 2014 الذى ودع من مرحلة المجموعات في النسخة الماضية.
وبعيدًا عن كرة القدم كنجوم تسعى للتألق ومنتخبات تبحث عن استعادة كبريائها فإقامة البطولة في قطر وسط أجواء عربية، ودولة صغيرة المساحة قريبة الملاعب، ستضيف متعة كبيرة لكأس العالم الأغلى في التاريخ والتي تم التحضير لها على مدار 12 عامًا منذ فوز قطر بحق الاستضافة حتى الآن.