حرى بالذكر، أن ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، الذى أعدته نقابة الإعلاميين وفقا لأحكام القانون 93 لسنة 2016 الخاص بإنشاء النقابة، والذى نشر بالجريدة الرسمية فى عددها رقم "287"، الصادر بتاريخ 20 ديسمبر لسنة 2017، يعد الخريطة الصحيحة لمسار الإعلام، والتى تتوافق مع استراتيجية الدولة المصرية (2030) بصورة إجرائية، باعتبار أن الرسالة الإعلامية ينبغي أن تؤكد على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، ومسؤوليتها نحو دفع الجهود نحو التنمية المستدامة في الجمهورية الجديدة.
وهذا ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى خطابه، حين أعلن خارطة الطريق في الثالث من يوليو 2013، فقد تضمن استحقاقاً ينص حرفياً على (وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن).
وينسدل عن ميثاق الشرف الإعلامي المبادئ العامة، والحقوق، والواجبات، ومدونة السلوك المهني للأداء الإعلامي، وتستحق لجنة إعداد الميثاق الامتنان والتقدير على تلك المواد والنصوص المتوازنة، ومن ثم هناك بعض الأسس التي تزيد من فعالية ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، والتي ينبغي مراعاتها عند الحوار في صورهِ المختلفة في ضوء قيم خُلقية ينبغي الالتزام بها، تزيد من تأكيد التواصل والمحبة فيما بيننا، وبالطبع تجنبنا نحن أبناء الوطن الواحد الوقوع في العديد من المشكلات، التي تسببها في المقام الأول ضعف التمسك بتلك الأسس والآداب؛ لذا وجب الإشارة إليها في صورة مختصرة فيما يلي:
التواضع واحترام الآخر: لا ريب حول أن الاحترام المتبادل بين الطرفين يؤدي لنوع من الانسجام الفكري، والذي بدوره يؤدي لنتائج وآثار جيدة، ويسهم في استيعاب جميع الأفكار الواردة ويعمل على تنقيحها، ويصل من خلالها جميع الأطراف لتحقيق الهدف من المناقشة والحوار بين الطرفين.
تجنب الطعن والتجريح: جدير بالذكر أن الخطأ سمة بني البشر؛ لذا توجب أن يبعد أطراف الحوار عن ممارسة التجريح، وأن يسارعوا بتقديم إلتماس العذر للطرف المخطئ، وتوجيهه بالأدلة والبراهين حتى يعود لصوابه، وهذا يتطلب نوع من المقدرة على الاستيعاب لطبيعة الموضوع محل النقاش، ومن ثم استيعاب الآخر، وما يرغب إيصاله الطرف الآخر.
فرصة التحاور: مهارة لها طابعها الخاص؛ حيث ينبغي أن يمتلكها كل أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ فينبغي تجنب المقاطعة بكل صورها، لتجنب إخفاق من يتم مقاطعته، وشعوره بالإحباط؛ لذا يجب أن نترك فرصة كاملة لمن نناقشه أو نحاوره؛ فهذا أمر ضروري لتحقيق الهدف من الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة، ما لم يخرج عن السياق أو موضوع النقاش.
التزام الصبر والحلم (سعة الصدر): التحلي بالصبر وضبط النفس عند المناقشة والحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لإقناع الطرف الآخر بالحسنى والحجة والدليل الجلي، بما يسهم في تحقيق الهدف المنشود من الحوار بين طرفيه.
الاتفاق بين أطراف الحوار على الأصول والمصادر: والتي يمكن الرجوع إليها عند حدوث التباين أو الاختلاف في وجهة النظر والرأي، وبالطبع يسهم ذلك في تبني محكات من شأنها أن تذيب وبسرعة نقاط الخلاف بين أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة.
البدء بنقاط الاتفاق وإرجاء نقاط الاختلاف أثناء الحوار: وهذا بدوره يعمل على تقوية القواعد المشتركة بين أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالصورة التي تمكنهم من التغلب على نقاط الاختلاف، وتدفع بالحوار لتحقيق الهدف المنشود.
الاتفاق على المصطلحات أثناء الحوار: يعد الاتفاق على ماهية المصطلحات والمفاهيم التي تدور حول الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة من أهم ما يسهم في إنجاحه، فالاتفاق على المعني نقطة انطلاق قوية تعمل على تقوية الروابط بين جميع الأطراف، وتسهم في دفع الفكرة في الاتجاه الصحيح وتقلل بالطبع من التباينات والاختلاف والخلاف بين طرفي الحوار.
الالتزام بالشواهد والأدلة أثناء الحوار: ويؤدي ذلك إلى تقوية لغة المنطق لدى أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة، ويبعدهم عن التخبط والعشوائية، ويدعم الفكرة الصحيحة لديهم، ويصوب الفكرة الخطأ بصورة إجرائية لدى أطراف الحوار، كما يعمل على تقوية الأمانة في النقل لديهم.
التدرج في نقاط الحوار: ويتحقق ذلك من خلال تبني مخطط مبدئي من قبل من يقود الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ حيث تناول القضية أو المشكلة أو الموقف بشكل مرتب ومنظم في صورة نقاط محددة، تبدأ من نقاط التلاقي، وتنتهي بنقاط التباين، حتى يتمكن كل طرف من أطراف الحوار بإقناع الطرف الآخر بصورة تتسم باليسر والسهولة.
الرجوع إلى الصواب والاعتراف بالخطأ بصورة مباشرة أثناء الحوار: ويتأصل ذلك من خلال التمسك بالقيم الاجتماعية المصرية الصحيحة، التي تحض على الرجوع دائماً للحق والصواب؛ حيث تتضح بعض الحقائق والأمور لدى أطراف الحوار، والتي من شأنها تعمل على تغيير وجهة النظر بالرجوع لمعيار الحق، في ضوء الحقائق التي يتم التوافق حولها، وتعمق لديهم عملية التواصل والترابط والصداقة على المستوى الشخصي عبر وسائل الإعلام المختلفة.
تجنب الغيبة: يعد الالتزام بتجنب الغيبة تأصيل لاحترام الآخرين بصورة سليمة، سواء بعد الانتهاء من الحوار أو أثناء القيام به، ودلالة ذلك الشفافية التي نتطلع إليها، والبعد عن الانحدار في الأكاذيب، وإلقاء التهم بالصورة التي تضمن الحقوق للحاضر والغائب على السواء، بما يسهم في نشر المودة والحب، ويجنب التحاقد والتحاسد والبغض بين أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة.
الحرص على ثمرة الحوار: يتأتى ذلك من حرص أطراف الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة على تأجيل قراراتهم بعد تفكير في مجمل ما دار من مناقشة وحوار، بما يؤدي للخروج بنتائج مثمرة حول القضية أو المشكلة أو الموقف، ويجنبهم خيبة الأمل جراء صدام القرارات المتسرعة والصادمة، منذ البداية؛ نتيجة لمشكلات متراكمة أو لغضب كامن جراء فكر يتسم بالعجلة في عرضه.
تخير وقت الحوار وتحديده: وهذا يُلزم أطراف الحوار بتجنب ضياع الوقت بصورة تؤثر على أعمالهم ومهامهم المخطط لها سلفاً، كما يُلزمهم بتقدير الوقت المناسب للجميع، ومن ثم الالتزام التام بالمواقيت المحددة للحوار.
ويمثل الحوار عبر وسائل الإعلام المختلفة، اجتماع عدد من العقول حول مشكلة من المشكلات، أو قضية من القضايا المجتمعية ذات الاهتمام المشترك، ودراستها بأسلوب منظم، بقصد الوصول لحل المشكلة أو الاهتداء إلى رأى في موضوع القضية المجتمعية؛ بغية رفعة ونهضة الجمهورية الجديدة، حفظ الله قيادتنا وأوطاننا وهيئ لنا سبل الصلاح والإصلاح ما حيينا.