شرفت بأن أحضر بعض الفعاليات فى نهاية المؤتمر الكبير "مؤتمر المناخ 2022" الذى أقيم بمدينة شرم الشيخ، ومن أكثر ما أعجبنى بالمنطقة الخضراء هو الأجنحة المتنوعة لكل الجهات الحكومية ومعرض تراثنا ومجموعة الإبدعات التى تنبثق فكرتها من الطبيعة، وأيضا أماكن بها عبوات مزروعة لمختلف الزراعات، ويستطيع الزائرون الحصول عليها مجانا .
البعض تساءل لماذا قمت بالسفر آخر يومين فقط وقبل نهاية فعاليات مؤتمر المناخ 2022، وكانت إجابتى تتلخص فى الآتى: أن أولادى لم ينتهوا من امتحاناتهم إلا فى هذا التوقيت تحديدا، كما كان لى بعض الارتباطات والمؤتمرات الصحفية التى يصعب أن أتجاهلها وبالطبع أسرتى هى رقم واحد فى حياتى، كما أن تنسيقى للشغل كان يؤكد على أن هذه الفترة كافية جدا لكى أقوم بالزيارات المطلوبة .
فى بداية اليوم كان لى تجربة أكثر من رائعة فى مطار سفنكس الدولى، هذا المطار الذى يعد إنجازًا كبيرا يحسب للدولة المصرية والرئيس السيسى، لما شهدته من شياكة ومظهر حضارى وتنسيق غاية فى الروعة وإجراءات ميسرة وقلة التكاليف للطيران الداخلى، ليس هذا فقط ما أعجبنى، وإنما توفير الوقت أكثر ميزة فاجأتنى خاصة وأنى من ساكنى منطقة الشيخ زايد، فكانت رحلتى للمطار لم تتخط 20 دقيقة بالتمام والكمال، وهذا فى حد ذاته أمر أدهشنى ونال استحسانى، وسوف أنصح الجميع بهذه التجربة التى تستحق وعن جدارة .
وبمجرد وصولى لمطار شرم الشيخ الدولى، تفاجئنى شركة كبرى من شركات السيارات العاملة بالسوق المصرية بإخطارى بوجود إحدى سياراتها الكهربائية الجديدة والتى لم يتم طرحها بالسوق المحلى بعد، لتكون السيارة برفقتى طوال الفترة التى أقضيها بمدينة شرم الشيخ، وهذه الشركة هى الناقل الرسمى لمؤتمر مناخ 2022 من خلال تقديم عدد 150 سيارة باختلاف أنواعها لنقل زوار المؤتمر .
ومع مرور اليوم وقرب الساعة الرابعة عصرا تجولت فى مدينة شرم الشيخ الجميلة التى تحولت لمدينة خضراء بالكامل فى كل شيء، من أول تواجد السيارات والأتوبيسات الكهربائية التى تجوب شوارعها النظيفة والروح وحالة السعادة لدى جميع من تواجد هناك، خاصة من أهل المدينة الجميلة، وكان فى أعينهم فرحة تؤكد على "عودة الروح" لشرم الشيخ، لنؤكد على أن عدد السياح بالفعل فى زيادة واضحة ونتمنى أن يكون فى زيادة أكثر وأكثر .
ومن الأشياء التى لاقت إعجابى أيضا، هو تخصيص مسار كامل لقيادة العجل والدراجات وصولا بجمال وحسن تنظيم المنطقة الخضراء والأفكار التى لاقت انبهار غير عادى من الجميع، وتخصيص ثلاجات بكل مكان لتوزيع مياه معدنية صديقة للبيئة ومصنوعة من كارتون معين نستطيع زراعته بعد انتهاء العبوة، ويبصح زرعا حقيقيا .
تواجد "بالمنطقة الخضراء" أشخاص من جميع جنسيات بالعالم، ولعل أكثر ما لفت انتباهى هو تواجد أطفال بمختلف أعمارهم وهم قمة فى الاستمتاع والفرحة لدرجة أننى ألقيت باللوم على نفسى، بأنه كان يجب على إحضار أبنائى ليروا عظمة بلدهم، خاصة وهم سعداء جدا بوجدى بهذا المؤتمر العظيم، وفخورون بى وأخبروا جميع أصدقائهم بأننى سوف أحضر ختام فعاليات "مؤتمر المناخ 2022" والذى أصفه بالفعل بأن "ختامه مسك " شابووووه … لكل القائمين على تنظيم هذا الحدث الأكثر من رائع، بجد أسعدتوا المصريين والعالم أجمع، واستطاعتوا أن تؤكدوا على رسالة ذات أهمية كبرى، وهى أن مصر بخير وستظل بلد الأمن والأمان ولو كره الكارهون، فالعالم كله كان يعانى من حروب أو مجاعات وما شابه ذلك ولم يجدوا غير مصر ليهربوا إليها وتستقبلهم بكل سرور، فى حين أن مصر عاشت عبر تاريخها كثير من الحروب ولم يهاجر شعبها منها إلى أى بلد لاجئ، ولم يخرج أهلها منها بل العكس فكان المصريون يلتفون حول بلدهم، لا يتركونها وحيدة ويقاومون أى اعتداء عليها سواء بالحرب أو بالمقاومة الشعبية.. وستفضل رسالة كل المصريين على مر العصور للعالم أجمع "ادخلوها بسلام آمنين " .