لسنا شبه دولة، ولسنا دولة عادية، بل دولة قوية، نعم مصر دولة قوية، استردت مجدها فى عز قوتها، ليست كما كانت قبل 2011، بل أفضل بكثير، أتصور حال بلادى فى هذه الأيام بنهايات عام 1973 عندما انتصرنا على العدو المتغطرس، فى وقت ظن العالم أننا أصبحنا فى عداد الأموات.
مصر القوية التى نشهدها اليوم تمثل لنا الفخر، نتباهى بها، فهى الدولة المحورية فى الموقع والأحداث، موقعها المتميز بين الكرة الأرضية العامرة بالبشر، ودورها فى حل النزاعات بمنطقة الشرق الوسط، يجعلنا فخورين ببلدنا، شاكرين كل الشكر لمن أنقذها وأنقذنا.
من أنقذها قولا واحدا دون مواربة، ودون خوف أو خشية من اتهام زائف بالمجاملة أو النفاق، هو الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى، الرجل الذى أجتمع المصريون على أنه المنقذ، حتى من عارضه فى البداية، أصبح اليوم نادما أشد الندم، وأقر بأن رجلا غيره أيا كان، ما كان له إنقاذ دولة مهترئة، لا تصل حتى إلى مستوى شبه الدولة، من كان يتصور أن مصر 2013 ستصل فى بضع سنوات إلى مصر اليوم، مصر التى استضافت مؤتمر المناخ، واستقبلت قادة الدول العظمى والصغرى، كم شعرنا بالفخر ورئيسنا يستقبل قادة أكبر الدول فى العالم، بثبات وثقة تبعث على الاعتزاز، كم شعرنا أن مصر دولة كبيرة، أكبر كثيرا من دول تمتلك من الثروات أضعافنا، لكنها مصر التى كادت أن تموت لولا أن إرادة الله العلى القدير أرسلت لها رجلا لن ينساه التاريخ أبدا.
إن إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى حققها فى زمن قياسى، وظروف غاية فى الصعوبة، ستظل قياسية بلا أدنى شك، حقا يا سادة إنها إنجازات يقف أمامها العقل مشلولا، كيف لدولة تحتضر أن تلملم نفسها فى سنوات قليلة، فتقاوم الموت وتنتصر عليه، وتخطوا خطوات نحو الأمام فى مختلف القطاعات الأمنية والاقتصادية والخدمية والعسكرية والسياسية، وكل ذلك بإمكانيات ضعيفة وفى زمن قصير جدا.
ولأنها عاشت ولأنها قويت، ولأنها أخذت مكانتها التى تستحق، ولأن مستقبلها مبشر، تتكالب الكلاب الصالة على مصر، تارة من أناس ولدوا على أرضها وتجنسوا بجنسيتها لكنهم خونة بالفطرة، وتارة من أجهزة مخابرات دول تظهر عكس ما تبطن، فقد تجاملنا دولة فى الخفاء، لكنها تضمر الحقد والغيرة، بعدم عاشت الوهم وتخيلت أنها ستحتل مكان مصر، ونسى الجميع أن مصرنا محفوظة بأمر الله، وأن الله أرسل لها من ينقذها، فاتخذ قرارات شجاعة، الرئيس السيسى كان شجاعا، ولو لم يكن كذلك لانهارت مصر، جاء الرجل وهو ملما بمعاناتنا، وجاء مقررا بأنه سيفعل ما يراه مناسبا، غير مكترث بطيور الظلام أو قليلى الخبرة، ولو استمع لهم لنهشت الكلام مصر من خريطة العالم، ولتحولت إلى ساحة حرب أهلية، كل فريق فيها يوجه منة دولة معادية.
ونجح الرئيس، فى إخراج مصر من غرفة العناية الفائقة، وبخطوات متسارعة أرسى ركائزها من جديد، فالتئم جرح الشرطة وبمساندة الجيش استعادت الثقة، وبدعم القيادة تمكنت من امتلاك أدواتها التقليدية والإلكترونية وسيطرت على زمام الأمور، حسم بدون تجبر، ومحاسبة للمخطئ مع الحفاظ على حقه كإنسان، وعلا شأن القانون، وتساوى الجميع أمامه، لا فرق بين وزير وخفير، من يخطئ يعاقب.
وكانت البنية التحتية قد وصلت نهايتها، فراحت دولة الرئيس السيسى تسابق الزمن، فرممت الكبارى وأنشأت سلسلة غير محدودة أنقذت مدنا كثيرة من الاختناق وفى مقدمتها القاهرة الكبرى، وشهدت الطرق طفرة لا يصدقها عقل، وتطورت السكة الحديد وغاص مترو الأنفاق فى القاهرة الكبرى من أقصاها إلى أقصاها.
وظهرت الاكتشافات البترولية وبعقلية واعية تم استغلالها فأنقذت مصر من مصائب لا حصر لها وتطور قطاع الكهرباء والمياه واتسعت الرقعة السكنية العمرانية فظهرت مدنا جديدة وتطورت أخرى قديمة.
إن إنجازات شهدتها مصر تحتاج كتابا لا مقالا وقد أردت فقط الإشارة مجرد الإشارة وللتفاصيل مقالات أخرى فى قادم الأيام والله من وراء القصد.