لا يخفى على أحد أن اللغة العربية فى بلادنا تحتاج رعاية واهتماما، ويأتى ذلك نتيجة لما تواجهه يوميا من تحديات ثقافية مرتبطة بأشياء منها الانبهار باللغات الأخرى، كذلك اعتبار المفردات الأجنبية مقياسا ثقافيا للطبقات فى مجتمعنا، وهناك جانب آخر يتعلق بأن المسئولين عن اللغة العربية فى المدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات لا يؤدون دورهم كما ينبغي، لذا أتابع ما يقوم به مجمع اللغة العربية من اهتمام ومحاولة للتواصل مع المجتمع، ومن ذلك التوصيات التى نشرها مؤخرا وتتعلق بالتعليم.
هذه التوصيات قدمتها لجنة "اللغة العربية فى التعليم" بالمجمع ومقررها الدكتور محمد حسن المرسى، وتضم عددا من العلماء والأساتذة الأجلاء المتبحرين فى علوم اللغة وأفكارها، وفى الوقت نفسه على دراية بما يحدث فى الواقع خاصة وما يتعلق بالتعليم، ويتعلق معظم هذه التوصيات التى يبلغ عددها نحو خمس وعشرين توصية بالتعليم ومناهجه، وما علينا القيام به، وكيف نهتم باللغة العربية ونمنحها مساحة فى مقابل اللغات الأجنبية التى تسيطر فعليا.
ومن التوصيات المباشرة التي استوقفتنى "فحص كتب اللغة العربية في التعليم العام من الصف الرابع الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي ومراجعتها، وإجراء تعديلات جوهرية فيها مع تغيير بعض النصوص الأدبية، وموضوعات القراءة في كتاب الصف الثالث الثانوي خاصة".
وهنا أرجو أمرين، الأول من مجمع اللغة العربية، فعليه توصيل هذه التوصيات إلى كل المسئولين فى وزارة التربية التعليم وفى كل مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والمسئولة عن اللغة العربية ومكانتها.
والأمر الثاني، أرجوه من وزارة التربية والتعليم، أن تطلع على هذه التوصيات وتهتم بها وتدرسها وتتواصل مع مجمع اللغة العربية، ويتناقشان لتحقيق ما يمكن من هذه التوصيات.
وأنتهى بقولى إن التكامل بين المؤسسات، وتوحيد الأهداف، هو ما يحقق النجاح، واللغة العربية بالفعل تحتاج منا مزيدا من الرعاية والاهتمام، والمؤسسات والأفراد والجماعات يستطيعون أن يصلوا إلى النتيجة المرجوة.