من الأهمية بمكان، أن يكبر الأولاد، وهم يشاهدون أجواء المحبة والألفة بين ذويهم، بين أحضان "العمة والخال"، و"دلع" الجدود، فيجدون في أقاربهم الدفء الحقيقي، ومن صلة الرحم المحبة والسعادة، فيتربون منذ نعومة أظافرهم على أن العَمة "أُم" والخال "والد"، فلا تفرق أم بين أولادها وأعمامهم وعماتهم، ولا يمنع أب أبنائه عن أخوالهم، حتى إذا ما كبروا واشتد عودتهم، وجدوا أجواء من المحبة والترابط الأسري، فـ" َيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ".
اللعنة وسوء الدار، لهؤلاء الأشخاص الذي "يَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ"، فيمنعون الأبناء من زيارة أقاربهم أو التواصل معهم، بسبب خلافات واهية، يدفع فاتورتها الأبناء، الذين يجدون أنفسهم محرمون من أجواء أسرية ودفء حقيقي يفتقدوه بسبب تعنت الأبناء وصراعات وهمية سواء بين الأب والأخوال، أو الأم والأعمام.
لا تحرموا أبنائكم من نعمة "صلة الرحم"، ودفء التجمع الأسري، حتى تسعدوا بالدنيا والأخرة، وتدخلوا الجنة من أوسع أبوابها، فلن يدخلها "قَاطِعَ رَحِمٍ".
علموا أولادكم، أن صلة الرحم والتواصل مع الأقارب يجلب السعادة، ويحقق محبة الله والناس، ويبسط في الرزق ويزيد البركة في العمر ويعمر "البيوت"، ويتسبب في كثرة النعم ودفع النقم عن الإنسان، ويساهم في تقوية مشاعر الأخوّة والودّ والمحبّة والتكاتف وبناء المجتمعات المتكاتفة والمتماسكة، حتى تعود لمجتمعنا "أخلاقه الجميلة".