داود دعني احتفل بعيد ميلادك على طريقتي الخاصة، فأنت تحب أن يكون لكل شخص طريقته التي لا تشبه أحدا والنابعة من ذاتيته مثل أفلامك، سأجلب لك تورتة رمزية بها 9 شمعات، وهو رقم أفلامك الروائية الطويلة التسعة: الصعاليك والبحث عن سيد مرزوق والكيت كات وأرض الأحلام وسارق الفرح وأرض الخوف ومواطن ومخبر وحرامي ورسائل البحر وقدرات غير عادية..
لن تكون الموسيقى المصاحبة هي موسيقى عيد الميلاد المعروفة، سندع رفيق العمر الموسيقي راجح داود يؤلفها وأتمنى أن تكون شبيهة بما قدمه معك من موسيقى شجية في أفلامك، سيكون الاحتفال في استوديو، فأنا أعرف أنك تعشق الاستوديو أكثر من الخارجي، لا أنسى أنك قلت كنت تتمنى لو جعلت الميناء الحقيقي في فيلم الصعاليك مبنيا في استوديو، ويكفي ما فعلته أنت ومهندس الديكور العظيم أنسي أبو سيف في الكيت كات لقد جعلتنا نظن أنها حارة حقيقية وليس ديكورا، لهذا وكل هذا سيكون مناسبا أن نحتفل بعيد ميلادك في أحد الاستديوهات التي تختارها أنت، سأقلدك ولن أرتب الحفل من الألف للياء بل أدفع بالشخصيات الحاضرة لحدث عيد ميلادك كما تفعل أنت في سيناريوهاتك البديعة، تدفع شخوصك وأبطالك في مكان ما وزمن قصير ومحدد وتتركها تتحرك بتلقائية بينما تتبعها أنت، لتصنع مصائرها، بينما أنت بريشتك ترسم الخطوط الخارجية لهذه المصائر الحرة، لذلك لن يكون العيد ميلاد مرتبا تماما.
أعرف أنك متجنب الضوضاء والصخب منذ فترة، لكن نعدك أن نكون ضيوفا خفافا، وبرغم قلة الوقت الذي سنمكثه معك لكن أقسم لك لن تنسى صادق حبنا، كما لا ننسى نحن ما فعلته بنا أفلامك على قلة عددها، ولا ننسى شخصياتها: الشيخ حسني والهرم وعم ركبة وروايح ويحيى المنقباوي ويحيى ابو دبورة والمعلم هدهد وبيسة وسيد مرزوق وغيرهم، شيء ما غامض وسحري وجميل يجذبنا لسينماك وأبطالك كما انجذبت أنت بشكل غامض للسينما من خلال مرافقتك لابن خالتك الذي سبقك في الاهتمام بالسينما في جولة بأحد الاستديوهات، ساعتها انبهرت لسبب غامض ليس بسبب النجوم ولا الإخراج ولا التكنولوجيا، لكن ذلك كان كفيلا بأن تندهك النداهة وتلتحق بالمعهد العالي للسينما، تعرف أنا أخمن لماذا وقعت في غرام السينما، ربما لأنك رغم عزلتك الظاهرة إلا أنك تحب تشارك الناس همومك وتجربتك الذاتية، وصادف أن همومك وتجربتك تشبه هموم الكثير منا لذلك أحببنا أن تعبر عنا، أنت تحكي عما تشعر به، وما تشعر به نشعر به، لذلك أحببناك يا أستاذ.. ربما يطل من خلف نظارتك السؤال وربما تفلح في تخبئته ومن أنتِ؟!
أنا يا أستاذ لست من جيلك، ولم أعش تجاربك، لكن بالتأكيد عشت مشاعر عبر عنها أبطالك بامتياز عبر سطورك وعدستك، ولقد أحببت هذه السطور وتلك العدسة الثاقبة التي تسللت إلى روحي ذات ليلة خريف داخل قاعة عرض سينمائي مكتوب على شاشتها تأليف وإخراج: داود عبد السيد، لذلك انتهز فرصة عيد ميلادك لأقول لك بالنيابة عن كل من أحبوك: عقبال 100 فيلم.