رغم الصحوة التى بدأت تصيب العروض المسرحية فى الفترة الأخيرة، وطبعا هى لا تقارن بما ينبغى أن يكون عليه أبو الفنون، لكنها فى المجمل حركة للأمام، نقول رغم ذلك نجد تراجعا فى الكتابة الثقافية المتعلقة بالمسرح، وفى اهتمام الدولة بمجلاته وصحفه.
وربما كانت غرابة الموضوع، أنه جاء فى الوقت الذى يستعد فيه المجتمع المسرحى المصرى لعودة المهرجان الدولى للمسرح التجريبى بعد سنوات من التوقف تحت عنوان مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر، يتم الاستغناء عن إصدار مجلة المسرح بقرار من اللجنة العليا للنشر التى كانت مكلفة بإعادة الهيكلة بدعوى تقليص الأعباء المادية.
وجاء فى بيان الهيئة أنه بخصوص مجلة المسرح فسوف تصدر بالتعاون مع المركز القومى للمسرح حسب بروتوكول يتم إعداده بين الهيئة والمركز.
والمعروف أن مجلة المسرح كانت تعطى الفرصة لنصين مسرحيين أحدهما لكاتب مصرى كبير داخل متن العدد والآخر لأحد الشباب الواعدين إذ تنشر أحد إبداعاته المسرحية فى كتيب منفصل يوزع مع المجلة.
أما جريدة مسرحنا الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فهى قديمة ودائما ما ترددت فكرة إغلاقها من قبل، لكن الهيئة كانت تعود لتنفى كما حدث فى 2013 حيث نفت الهيئة العامة لقصور الثقافة ما تردد عن غلق الجريدة الأسبوعية، وأكدت وقتها أن جريدة «مسرحنا» أحد أهم الإصدارات الثقافية بالهيئة فى مجال الصحافة، وأنها جريدة تطوّر نفسها بين الحين والآخر، وأنها استطاعت أن تستوعب الحركة المسرحية فى بقاع شتى فى مصر، لكن فى 2016 كان هناك رأى آخر فبعد الهيكلة الجديدة التى قامت بها قصور الثقافة نهاية الشهر يونيو أصبح لا مكان لـ«مسرحنا» الورقية الأسبوعية حيث توصلت الهيكلة إلى أن تستمر الجريدة لكن بصيغة إلكترونية أسبوعيا، وتصدر بصيغة ورقية شهريا، على أن تغطى كل أنشطة الهيئة فى ملحق داخلى فى الأعداد الورقية مع زيادة عدد صفحات النسخة الورقية إلى 40 صفحة.
فيما أظن أن هذه القرارات حتى لو كانت صائبة على المستوى الإدارى لهذه الهيئات فإنها على المستوى الفنى غير صائبة، فكى نصنع نهضة مسرحية علينا أن نصنع ثقافة قرائية متوازية مع العروض الفنية، وعلينا أن نمنح مساحة للنقد والعرض وقراءة النص وعقد المقارنات، وهذا لن يحدث إلا بوجود مجلة وجريدة وندوات وإصدارات كتب عن تاريخ المسرح ومعاصرته وأشياء أخرى كثيرة علينا أن نفعلها.