اعتقادى أن لعب المجتمع الدولى ومنظماته على وتر حقوق الإنسان أصبح أكذوبة يعلمها القاصى والدانى في ظل ما نراه يوميا من تطبيق سياسات الكيل بمكيالين تجاه قضايا مناطق الصراع، وتجاه ما يحدث في العالم الآن جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي كشف زيف الشعارات والمبادئ الحقوقية خاصة بعدما رأى العالم كله كيف تعامل مع ملف تصدير الحبوب والغذاء وفقا للاتفاق الروسى الأوكرانى برعاية الأمم المتحدة؟.. وكيف ذهب الغذاء إلى الدول الغنية رغم أن الاتفاق أبرم من أجل الدول الضعيفة والفقيرة؟.. وبعدما رأى العالم كله بأم عينيه كيف كانت عنصرية الغرب في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين وتصنيفهم وتحقيق التمييز في مساعدتهم واستقبالهم؟.. وبعدما رأى العالم ازدواجية المعايير في التعاطى مع قضايا المنطقة خاصة قضية الصراع اللفلسطينى الإسرائيلي، فها هو يقف بكل قوة لإنقاذ أوكرانيا، بينما يكيل بمكيالين في التعامل مع حقوق الشعب اللفسطينى الذي يعانى منذ أكثر من 70 عاما، حيث لم يستطع المجتمع الدولى تنفيذ قرار أممى واحد لصالح الفلسطنيين.
وليس ما حدث ويحدث في كأس العالم في قطر ببعيد، فأين هم من احترام القواعد والقوانين التي أقرت في البلد المضيف، فالاختراقات كانت واضحة ليس فقط على مستوى اللاعبين أو الجماهير إنما كانت على مستوى المسئولين وحمل شارة المثيلية خير دليل، فيا سادة، التشدق بمبادئ وشعارات الديمقراطية ما هي إلا فزاعات وتوظيفات سياسية يعتمد عليها المجتمع الدولى والقوى العظمى في تحقيق الأغراض والأجندات الخاصة من خلال توظيف منظمات تبحث عن المكانة والنفوذ والأموال، وذلك منهج ظهر بقوة بعد ثورات الربيع العربى، لعدد كبير من المنظمات الدولية، بممارسة أعمال الدعاية السوداء عبر صناعة الأكاذيب، ليكون منهجا أصيلا لها، من خلال إدعاء مراقباتها لحقوق الإنسان فى العالم مرتدين ثوب الدفاع عن المبادئ الحقوقية، لكن فى الحقيقة أنها لخدمة قوى دولية تقوم بتمويلها وتجزل لها العطاء، حتى صارت بهذه الأكاذيب الزائفة تشبه بطاقات الشحن مسبوقة الدفع، وصك غفران لمن يحظى برضاها.
فهل ينكر أحد أن هذه الأوكار ما هي إلا مجرد يافطة كبرى تستخدم لخدمة مناهج محددة تريد فقط إلحاق الأذى بسمعة دول لصالح دول أخرى لها أجنداتها الخاصة، وكأنها حقب الشوك فى مزارع الورود فى العالم..!!
وهل ينكر أحد أن هناك متاجرة باسم الإنسانية خاصة في مؤتمرات تسمى بـ"مؤتمر المانحين" لجمع التبرعات على حد زعمها لتخفيف المعاناة عن الشعوب التى تعانى من ويلات حروب أو مجاعات، لكن للأسف يتم توظيف تلك التبرعات لتحقيق غايات سياسية تارة وتارة ترسل تلك المنظمات مواد غذائية فاسدة كمساعدات مخصصة لإغاثة الشعوب مثلما حدث فى اليمن وبرنامج الغذاء العالمى.
والسؤال.. هل نجح المجتمع الدولى ومنظماته فى القضاء على كل ألوان التمييز العنصرى فى العالم، وفى حماية أطفال العالم المشردين.. أم أنه يتجاوز الحقائق، ويعمل على تنفيذ مصالح القوى العظمى وبث السموم لمن يدفع أكثر..
المجتمع الدولى, روسيا, حقوق الانسان, منظمات حقوق الانسان, المنظمات الدولية, احمد التايب, القوى العظمى, المجتمع الدولى