نسعى جميعا لمجالسة هؤلاء الأشخاص الذين يتسمون بـ"الصراحة"، ففي مجالسهم راحة واطمئنان وسلام نفسي وداخلي، هؤلاء الأشخاص الذين لا يتلونون، وليس لهم عدة وجوه، تبقى أحاديثهم "الصريحة" مثل حبات اللؤلؤ التي تزين بها الذكريات.
"الصراحة" في الحديث مع الغير تقضي على "القيل والقال"، وأحاديث النفس التي يتصيدها الشيطان ويُكبرها لدينا، وتكفينا مؤونة التعب.
لا تجالسوا هؤلاء الأشخاص المتلونون الذين يعشقون التلون على كل شكل، ولهم وجوه عديدة، هؤلاء الأشخاص الذين يرون أن "الصراحة" عيبًا، فلا تثق أبدا في شخص يبدأ كلامه معك بـ "عيبي أني صريح"، لا تثق بشخص يرى أن الصراحة عيبا والتلون والوقاحة نصرا.
علينا أن نفرق جيدا بين "الصراحة" و"الوقاحة"، فليس من الأدب أن تجرح مشاعر الناس، وتقول أنا صريح، هناك فارق كبير بين "الصراحة" و"الوقاحة".
ابحثوا عن هؤلاء الأشخاص الذين يتحلون بقيم "المصراحة"، فقولهم ثابت وواضح، لا يمكن تأوليه، لأنهم اعتادوا على هذه الأقوال، والأفعال فهي عادتهم، ومصدر قوتهم، وشجاعتهم، وفخرهم، رضي من رضي، وسخط من سخط.
الصريحون هم أُناس يملكون قلوباً قوية، شجاعة كفاية لقول الحق مهما كان، دون الإساءة إلى أحد، أو جرح أحد، لا يعرفون المراوغة، والالتواء، يتربعون على شرفات القلوب بأقوالهم وأفعالهم ومواقفهم.
علموا أولادكم، أن الصراحة مهما قست تبدد السُحب، فهي ممتعة ورصينة وباقية، والأكاذيب مؤلمة، فتخلوا عنها حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.