"القناعة" كنز لا يفنى، ومفتاح عظيم من مفاتيح السعادة، بل هي الركن الأقوى للحصول على السعادة، فكن دائما قنوعا حتى تجني ثمار السعادة، وتشعر بالسلام الداخلي وتستمتع بتفاصيل يومك وبالنعم التي حولك.
دربوا أنفسكم على "القناعة" بكل شيء، والاكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود، حتى تحقق بالقناعة غنى النفس، حيث يشعر الإنسان أنه غني بنفسه وليس بما يملك، لأنه يستمد قيمته من ذاته.
ثقوا في اختيارات الله لكم، لعل الخير في القليل والشر في الكثير، فنار خفيفة تدفئ خير من نار قوية تحرق، ومن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً، ويعيش حياة مليئة بالتوتر والقلق، فطوبى لمن بات في عالي الرضا والقناعة يتقلب.
ربما يعتقد البعض بالخطأ، أن القناعة تتعارض مع الطموح، وهو أمر مغلوط، فالقناعة لا تُعارض الطموح أبدا، فالقناعة هي حدود الممكن للطموح، فالخير في أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر وأعلن في الكون أن الطموح لهيب الحياة وروح الظفر.
علموا أولادكم منذ نعومة أظافرهم القناعة، حتى تكون حياتهم سعيدة هنيئة، وعودوهم أن قناعة الشخص بما لديه مملكة، ما مثلها مملكة، فارضوا واقنعوا بما جاء ولا تلقوا بأيايدكم للتهلكة.
كن قنوعا لتصل لرأس الغنى، وبأذيال القناعة متمسك، فلا أحد يراك على بابه ولا أحد يراك به منهمك، حتى تصير غنيا بلا أموالا تمر على الناس مثل الملك.