منتدى مصر للاعلام .. الواقع والتحديات

سعدت الاسبوع الماضي على مدى يومين، بالمشاركة في واحد من الفعاليات التي اعتبرها مهمة للريادة المصرية ولقضية الوعي الجمعي، وللضوابط المهنية. الفعالية هي" منتدى مصر للاعلام"، والذي اقيم تحت شعار: "الجمهور الجديد.. جائحة التغيير". المنتدى جاء بمثابة، الحجر المحرك للماء الراكد، ليس في مصر وحدها ولكن في المحيط الاقليمي والعربي. الإعلام كصناعة اصبح حائرا بين الملكية والاستخدام السياسي والتسويق وتحقيق متطلبات الجمهور الجديد، وهي ادوات تفتقدها اغلب وسائل الاعلام التي تصدر عن كثير من المؤسسات الكبرى. قياسات الجودة، واهتمام الجمهور هي اساس التسويق للمنتج الاعلامي، وبدونها تكون المؤسسة المنتجة، قد خاطرت برأسمالها في مشروع لا عائد منه، مهما كانت أشكال النجاح قائمة شكلا. النجاح الحقيقي في المضمون او المحتوى، وهو ما تحدده قياسات الراي العام للجمهور المستهلك. الميزة الكبيرة، التي حققها المنتدى، الذي اقيم على مدى يومين، انه فتح باب الجدل والنقاش حول الصناعة والمحتوى، الذي يظهر للجمهور. وحقيقه إن اختيار الشعار: " الجمهور الجديد.. جائحة التغيير" كان اختيارا موفقا، لان الجمهور هو السيد وهو المالك الحقيقي، وهو المستفيد في النهاية من اي منتج اعلامي. اما إختيار المنتدى لان يحمل اسم مصر، فهو ايضا اختيار موفق لأنه أعاد البريق، إلى مصر كصانعة للاعلام، وقادرة على التطوير، بحكم عمقها التاريخي وموروثها الحضاري، والعقود الطويلة المشرفة، في صناعة الإعلام المقروء والمسموع والمرئي. كان المنتدى فرصة حقيقية، لتجديد الفكر الاعلامي وفقا لمتطلبات العصر، والبحث والنقاش حول اولويات الجمهور، التي تغيرت تماما خلال العقد الاخير على وجه التحديد، واصبح الكل يتساءل ماذا يريد الجمهور الجديد؟ وما هي حدوده الجغرافية واهتماماته؟ وسط هذا الكم المهول من الأدوات الاعلامية، التي جعلت من كل مواطن رئيس تحرير يقدم محتوى مرئي ومسموع ومكتوب، يحقق ملايين التفاعلات خلال ساعات قليلة. توقفت في اليوم الاول للمنتدى امام موضوع يحمل عنوان: " الجمهور الجديد.. هذا ما نعرفه حتى الان.." وشاهدت واستمعت الى ثلاث عروض كل منها لا يقل أهميه عن الأخر، وهي مقدمة من الزملاء: علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة اونا للإعلام، وعمرو العراقي المحاضر بالجامعة الامريكية بالقاهرة، وخالد البرماوي خبير الاعلام الرقمي. في هذه الجلسة الافتتاحية على وجه التحديد، رأيت اتجاهات جديدة للجمهور، ارى انها تصلح كمحاور هامة، لاي مشروع إعلامي، سواء كان قائما او تحت الدراسة. كنت سعيدا بمستوى التنظيم وكذلك الاختيار الدقيق للمحاضرين والمتحدثين، والفكرة الرائعة في تخصيص قاعات المنتدى باسماء كبار رموز الكتاب والاعلاميين المصريين والعرب، ومنهم الاساتذه هيكل وياسر رزق ومحمود سلطان والحسيني ابو ضيف وشيرين ابو عقله وحمدي قنديل ومنير عامر، واحمد بهاء الدين وغيرهم من نجوم الكلمة و صىناعة المحتوى. هذا المنتدى هو صورة حقيقية وواقعية لمصر، ومصدر قوة من قواها الناعمة. تحية لكل القائمين على التنفيذ والاداء وفي مقدمتهم السيدة نهى النحاس، التي ضربت المثل في الاعداد والتنظيم وتحقيق الهدف. [email protected]



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;