تحدثنا في مقال أمس عن أهمية تأهل المنتخب المغربى وصناعته للتاريخ بعد وصوله للمربع الذهبى في سابقة هي الأولى من نوعها، ورأينا كيف جسد هذا الإنجاز ملحمة من الترابط العربى وعزز من الوحدة والانتماء، وهذا ما كشفته الأجواء الاحتفالية في كل ربوع الوطن العربى، وأن العرب قادمون رغم وجودهم في عالم يسوده الصراعات ووطنهم مليئ بالصراعات والانقسامات.
لكن مشاهد فرح الشعوب وسعادتها والتفافها يقودنا في مقالنا اليوم، إلى التفاؤل والأمل، رغم هذه الظروف الراهنة، فما بين قمة "لمّ الشمل" بالجزائر مرورا بقمة شرم الشيخ للتغيرات المناخية الناجحة بامتياز وصولا إلى كأس العالم في قطر الأجمل في التاريخ بشائر أمل كثيرة.
وما استوقفنى حقا، سحر كرة القدم تلك اللعبة الشعبوية الشهيرة، خاصة في قدرتها على تذكير العرب بانتمائهم لأمة واحدة، تخفق قلوبهم لأي نصر أو فوز يحققه أي من منتخب عربى مهما اختلفت الأعلام ومهما كانت الخلافات.
وجمال تلك الفرحة العارمة للشعوب العربية، أنها لست فقط في البلدان المستقرة أو بالبلدان المشاركة في المونديال، إنما تفجرت في اليمن الجريح، وغزة المحاصرة، وفى سوريا التي تنزف، وفى العراق الذى يضمد جراحه، ما يبعث رسائل واضحة للسياسين، مفادها "ليس من المعقول أن تُجمع كرة القدم الشعوب وتنسينا مشاكلنا، ونُصر نحن على مصالحنا الضيقة متجاهلين شعوبنا وفرحتهم ولم شملهم..