مؤكد أن هناك اهتماما ملحوظا خلال السنوات الماضية بقطاع التعليم العالى من حيث الإنشاءات الجديدة، وتطوير ما هو قائم، وتحدثنا في أكثر من مقال عن أهمية ما يتم الآن فى التعليم الجامعى على كافة المستويات، لكن حديثنا اليوم عن قطاع مهم وهو قطاع المدن الجامعية، والتي يزال في اعتقادى أنه أهم القطاعات الخاصة برعاية الطلاب الجامعيين، لاستهدافه المتفوقين والمغتربين، وأبنائنا من الطلاب البسطاء.
وتتجسد أهمية هذا القطاع، في عظيمة وقيمة دوره بتوفير نظام غذائي متكامل وتقديم رعاية متكاملة لهؤلاء الطلاب من إقامة وتغذية وبرامج أنشطة رياضية وثقافية، لذلك فإن معيار نجاح هذا القطاع هو تقييم مدى رضاء الطلاب المستمر.
واعتقادى أيضا أن رضاء الطلاب يتحقق عندما يكون هناك حرص على تقديم أسعار مناسبة للإقامة، والعمل على جودة الوجبات الغذائية المقدمة واحتوائها على جميع العناصر الغذائية والسعرات الحرارية وتوزيعها بشكل صحيح خلال اليوم، وتنويعها وكفايتها، وتفعيل إدارة الجودة، ونموذجا ما يحدث في المدن الجامعية ببنى سويف بقيادة الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة، والأستاذ رمضان حسن مدير عام المدن بجامعة بنى سويف، فالمتتبع لما يحدث من طفرة يجد آراءً إيجابية للطلاب تراها على الجروبات الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعى، من حيث جودة الطعام وكمياته ومستوى النظافة ومراعاة الشؤون الصحية ومستوى تقديم الخدمة، لكن ما استوقفنى أنه كان هناك واقعة بشأن تعرض 5 طالبات لـ"تلبك معوى" وضُخم الأمر على السوشيال ميديا كالعادة، وكثرت الشائعات، لكن تم التعامل من قبل إدارة الجامعة مع هذه الواقعة على محمل من الجد سواء باتخاذ عدة إجراءات فورية من شأنها التطوير وليس المحاسبة فقط، كما كان يتم من قبل، حتى ولو كانت الواقعة بسيطة وتم تداركها، خلاف الحرص على القيام بزيارات مفاجئة للوقوف على الخدمات المقدمة والتواصل المباشر مع الطلاب لست فقط لسماع مشكلات الطلاب بل معرفة مقترحاتهم وهذا أسلوب ونهج مقدر.
لذلك، نثمن تلك الجهود، لأنه ببساطة المدينة الجامعية لها معنى خاص ومهم بالنسبة للطلاب، وتعزز من زيادة انتماء الطلاب للوطن، آملين في الاستمرار على هذا المستوى الجيد من خلال المداومة على نشر الوعي الغذائي والصحي والاهتمام المستمر برفع مستوى النظافة والشؤن الصحية للحماية من الفيروسات والميكروبات، والتأكيد المشدد على إجراءات التطهير والتعقيم، لأن قطاع المدن الجامعية أحد أوجه تحقيق العدالة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية التي تحرص الدولة من خلال قياداتها السياسية تطبيقا للحماية الاجتماعية للمواطنين الأولى بالرعاية، خاصة أن غالبية طلاب وطالبات المدن الجامعية من الطلاب الذين يستحقون الرعاية الاجتماعية نظرا لمستويات دخل أسراهم أو اغترابهم عن بلادهم مما يزيد من الأعباء على أولياء أمورهم..