المتتبع لما يحدث فى القمة الأمريكية الأفريقية المنعقدة الآن بواشنطن فى ظل عام يسوده الصراعات وتهدده كثير من الأزمات والتحديات، يجد شعاع نور رغم تلك التهديدات، فنجاحات الوفد المصرى بقيادة الرئيس يبعث بالأمل والتفاؤل، فكم التحركات واللقاءات والمقابلات، وجمال الحفاوة والاستقبال الذى يحظى به الرئيس والوفد المصرى خلال فعاليات القمة يؤكد على الاحترام المتبادل، وعلى نجاح مصر فى الاعتماد على سياسة خارجية جديدة ترتكز على الثقة وتعزيز العمل المشترك وتنويع العلاقات الخارجية مع قوى العالم المختلفة للاستفادة المتبادلة.
والمهم أن هذه السياسة الخارجية الجديدة ساهمت بقوة فى تحقيق الاستقلالية فى اتخاذ القرار، وهو ما أجبر القوى العظمى على احترام توجهات مصر والنظر إليها بعين الاحترام والتقدير، وهذا ما رآه العالم خلال نجاحها فى تنظيم أكبر محفل دولى بجدارة وهو مؤتمر التغيرات المناخية فى شرم الشيخ، ليس فقط على مستوى التنظيم وروعته إنما على مستوى دفاعها الباسل والنبيل عن العالم الضعيف وحقوق قاراتها فى موقف مشرف يكشف أصالتها وريادتها.
لذلك، فإن نجاحات مصر خلال القمة الأمريكية الأفريقية، ليس بجديد على العالم، إنما يؤكد فعليا استعادة مصر دورها الإقليمي والعربى والأفريقى، وتؤكد نجاح الرئيس فى أن يجعل العالم يستمع لصوت مصر وكلمة شعبها، وهذا لم يأت من فراغ، كما ذكرنا، إنما للنجاح فى خلق توجه استراتيجى للسياسة الخارجية المصرية يرتكز على الندية والالتزام والاحترام المتبادل مع دول العالم، من خلال سياسة مبنية على 3 مبادئ، وهي العودة إلى جذورنا الإقليمية، وضمان تنوع علاقاتنا، وتعدد خياراتنا الخارجية حفاظاً على استقلالنا.
والمقدر أيضا هو نشاط الرئيس الملحوظ فى القمة الأمريكية الأفريقية، فهو يجلس مع الكل، يتحاور ويتناقش ويطالب بل ويطرح أفكارا ومبادرات على المستويين الاقليمى والدولي من أجل أن ينعم الجميع بالتنمية والسلام وإنهاء الصراعات وتحقيق العدالة للجميع، وهو ما يؤكد أن هناك شعاع نور يلوح فى الأفق.. حفظ الله مصرنا الغالية