حاولت تجنيب معتقداتي ومشاعري الدينية في محاولة لتفهم ذلك القانون ( قانون زواج المثليين ) ، الذي وقع عليه مؤخرا الرئيس الأمريكي چو بايدن وسط سعادة بالغة وتصفيق حار ممن يحيطون به في حفل التوقيع ، والذي بلغ عدد الحاضرين فيه ٢٠٠٠ مدعو ، وقد أضيء البيت الأبيض بألوان قوس قزح ! ويعد هذا استكمالًا لما جرى أثناء حكم باراك أوباما حين أصدرت المحكمة العليا في ٢٠١٥ ، حكمها بضمان الحق الدستوري لزواج المثليين!
الحقيقة أنني لم أجد مبررا سوى أن هذه الحكومة ، حكومة بايدن قد جاءت وفي أچندتها عدة أمور من الواضح أن عليها تنفيذها ، كلها تثير الشك والريبة ولا تفسير لها إلا عند الديمقراطيين الأمريكيين ، الذي يقترن حكمهم في معظمه بالحروب والأزمات الدولية .
فقد نجح حكم الديمقراطيين حتى الآن ، أولا في إشعال حرب لا تريد أن تنتهي في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا ، ثم إضرام النيران الكامنة بين الصين وتايوان ، ولا بأس من وضع إيران على صفيح ساخن ، المهم أن تلك الحكومة قد نجحت- حتى الان- في إشعال بؤر جديدة قديمة في الصراع الدولي !
ثم بين كل هذه الصراعات وغيرها ، وبينما العالم لم يلتقط أنفاسه من وباء لعين مريب فتك بالملايين ، هو وباء كورونا ، إذا بالولايات المتحدة تصارع من أجل حماية حقوق " الشواذ " وهذا هو الوصف الحقيقي لتلك الفئة ، التي من الواضح أن هناك فكر مجهول يهدف إلي نشره وإقراره وتقنينه في العالم ، كل ذلك على الرغم من أن علمائهم أنفسهم من أعلنوا منذ سنوات ما سببه ذلك الشذوذ من مرض الإيدز ، الذي خوفوا به العالم لسنوات ، وهاهم اليوم يتناسون كل هذا تماما ، بل نكاد لا نسمع عن أخبار انتشاره شيئا حتى كدنا ننساه ، ثم يقننون أوضاع الشواذ ويمنحنوهم كل الحقوق في تحد سافر للطبيعة الكونية ، فيساوون بين ما هو طبيعي وما هو شاذ!
ربما يعتقد البعض ويردد أن تلك المحاولات من أجل الحد من الانفجار السكاني على سطح الكرة الأرضية ، والبعض الآخر يرى أن هذا بسبب انتشار مرضى الشذوذ في مراكز سياسية واقتصادية كبرى ، ولكني لا أعتقد هذا ولا ذاك ، فهناك الكثير من الطرق التي يمكن استخدامها في الحد من عدد السكان ، خاصة أن انتشار هذه الظاهرة علنا مقترن بمجتمعات تعاني بالفعل من نقص في عدد سكانها ، أما المجتمعات التي تعاني من الزيادة السكانية غالبا ما تتركز في قارات أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية ، ومعظمها وربما كلها لازالت تتمسك بقيم وعادات وتقاليد وأديان ليس من السهل عليها تقبل وتمرير مثل تلك الأفكار الشاذة في مجتمعاتها !
أما عن السبب – في اعتقادي- فهو تماما مثلما نجحت الولايات المتحدة حتى الآن في إشعال نقاط صراع وحروب في العالم ، فهذه حرب جديدة تخترق بها معتقدات الشعوب وتخلق جماعات شاذة تثير القلاقل والمشكلات داخل أوطانها باسم الحرية وحقوق المثليين ، ثم تتدخل الولايات المتحدة من أجل حماية تلك الحقوق ، وحماية تلك الجماعات حتى تظل تتدخل في مقدرات الشعوب وتهديد الدول باسم الحفاظ على الحريات ، وبالطبع ستتبعها الدول الأوروبية التي جرتها من قبل للوقف ضد روسيا .
الولايات المتحدة لا يعنيها الحرية سواء للدول أو للجماعات أو حتى للأفراد ، فالحرية لديها انتقائية تحكمها المصلحة ، ولو كان لديها شعب موحد أو عرق أصيل أو تقاليد راسخة ما كان لها مطلقًا أن تصدر قانونا كهذا ، ولكنها حلقة في سلسلة الإفساد التي تُبلي بها العالم من حين لآخر .