سعيد إلى أبعد مدى بروعة تنظيم مونديال 2022، وأكثر سعادة بالصمود في الإعلان عن هويتنا العربية والإسلامية في أكبر محفل جماهيرى عالمى، وبتحدينا لهذا الغرب المغرور الذي دائما ما ينكر علينا أى حضارة وكل تاريخ، ويفعل الأفاعيل ليجعلنا نسخة ثقافية منه، وأن نكون دائما تابعين له ولثقافته فيقول "مثليين" نقول نعم يقول خمور نقول وماله، لذلك فالفائز الأول وبطل هذه النسخة هم العرب الذين عبروا وأعلنوا عن أنفسهم خير إعلان، فها هم يثبتون للعالم أجمع أنهم قادرون على تحقيق العالمية بل ويتفوقون عليهم، ليس فقط بالقدرة على التنظيم وجمال الحدث وإنما أيضا رياضيا والقدرة على المنافسة بوصول المنتخب المغربى للمربع الذهبى.
وأعظم وأجمل الرسائل التي وجهتها الشعوب العربية خلال مونديال 2022 في قطر، أنها قادرة مخلصة لوطنها ولانتمائها ولعروبيتها مهما كانت الظروف والتحديات أو الخلافات والانقسامات، فهل كان أحد يتخيل الفرحة العارمة لشعوب الأمة العربية بعد الفوز غير المتوقع الذي حققه المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بقيادة أسطورته ميسي، أو فرحتهم بالمنتخب "الأخضر" بعد أن حول الهزيمة إلى نصر، أو الفرح بالتوانسة وأداء اللاعبين الرجولى .
العظمة في أن الجماهير العربية أرادت أن تحول هذا المحفل الرياضى إلى نصر آخر للأخوة العربية والتضامن العربى ولم الشمل العربى، من خلال مشاهد جسدت ولا أوروع سواء في الشوارع وميادين الدول حتى الدول التي تعانى من الصراع، أو جسدت في المدرجات فها هى الجماهير جزائرية تشجع المنتخب المغربي، وتهتف "خاوة خاوة.. ماشي عداوة".
والصورة الأجمل قيام مشجعي البلدان العربية الأربعة المشاركة في المونديال "السعودية وقطر والمغرب وتونس" بتأسيس رابطة مشجعين العرب، ليذوب على خلاف وجفاء، ليصبح الخلاف السعودي القطري من الماضي، والعظيم في هذه الصورة أنها لست على مستوى الجماهير إنما كانت أيضا على مستوى القادة حيث تبادل أوشحة الأعلام في المدرجات.
والرسالة الأهم، أن تلك المشاهد أكدت أن حبال الود لم تنقطع بين الشعوب العربية مهما كانت الخلافات والانقسامات، وكذلك رسالة أخرى أن ما زالت فلسطين في القلب وقضية العرب المركزية فهى حاضرة بقوة في هذا المونديال العالمى، فكل مشجعى المنتخبات العربية يرفعون علم فلسطين ويتوشحون بالكوفية الفلسطينية كرداء للحرية.
فتحية تقدير لهذه الشعوب التي تعبر عن نبضها الصادق تجاه الوطنية والقومية والعروبة التي يسعى المزيفون إيهامنا بأنها كسرت على صفيح الخلافات والانقسامات .. لكن هيهات