عزيزى المواطن.. لا "فزلكة" وقت الأزمة

مؤكد أن جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت موجات من الصدمات بالغة الخطورة اجتاحت اقتصاديات العالم كله، وبما أننا ليس بمنأى عن ما يحدث في العالم يجب أن يكون لديك عزيزى المواطن قبل المسؤول وعى بما يجرى حوله، نعم يجب على الحكومات التصرف وبسرعة من خلال إجراءات وقرارات وتشريعات وخطط متنوعة وشاملة للمواجهة والحد من هذه الآثار، لكن أيضا على المواطن التسلح بالوعى التي يبدأ بأن يكون عنصرا فاعلا ومشاركا في عناصر المواجهة، لأن أول المتضررين من آثار أي أزمة دائما ما يكون المواطن، وكذلك أول المنتفعين من النجاح فى تخطى أي أزمة دائما ما يكون المواطن، لذلك فإن وعى المواطن ومعرفته وتقديره للأزمة أول حائط صد نحو المواجهة. فليس من المعقول، أن يتحول كل مواطن إلى خبير اقتصادى يُحلل ويُفند ويتوقع ويوظف كل وسائله لخدمة رؤيته خاصة في مواقع التواصل الاجتماعى، لأن هذا التصرف يعمل على تشكيل بيئة خصبة للشائعات التي تعد سلاحا لقوى الشر لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، خلاف أن هذا يساعد أهل الاحتكار والجشع على استغلال هذه العشوائية لتحقيق ما يريدون، فيكون أول من يقع فريسة لجشعهم أنت أيها المواطن، وليس ما يحدث في سوق الذهب ببعيد. وليس من المعقول أيضا، أن يكون منظورنا، ونحن في ظل أزمة عالمية منظور ضيق يُراعى المصلحة الخاصة دون نظرة شاملة ومتكاملة لما يُحاك ضد الدولة، فنعم الدولة مسئولة عن ضبط الأسواق ومواجهة أي ارتفاع في الأسعار، لكن هل يقتصر حكمك على الأزمة من هذه الزاوية فقط دون مراعاة بقية الأزمات الأخرى سواء كانت أزمات اقتصادية أو سياسية تتقاطع فيها بعض المصالح مع بعض الدول، أو أزمات تخص الأمن القومى الخاص بدولتك، أو أزمات متجذرة بفعل الفساد والبيروقراطية لعقود طويلة ومواجهتها يحتاج إلى وقت كافٍ وتغيير ثقافات وترتيب أولويات، لذلك فإن عدم تمتعك أيها المواطن بتلك الرؤية الشاملة لكافة الأزمات والتحديات والتهديدات سيكون حكمك ناقصا وبه عوار ويحتاج إلى تصحيح مسار. فهل تعلم أيها المواطن، أن مصر كانت قبل 2011، كانت أغلب إشكاليتها العسكرية فقط على الحدود الشرقية الشمالية، أما الآن في ظل تطور الصراع في المنطقة وما آلت إليه الأمور أصبحت وسط حزام من نار، فهناك إشكالية في الحدود الشرقية الشمالية وإشكالية لا تقل خطورة في الحدود الغربية وثالثة لا تقل خطورة في الجنوب، والأخطر حرب المياه في البحر المتوسط، خلاف تغير النظام العالمى وإعادة تشكيله من جديد وأهمية أن يكون لك دور فيه وإلا ستكون أول ضحاياه. خلاف يجب أن تعلم عزيزى المواطن، أن سبب مشكلات الدول النامية الاقتصادية في الماضى أنها كانت تسعى إلى تطبيق العديد من الاستراتيجيات التنموية المستوردة التي عقدت الأوضاع التنموية أكثر نظراً لاستخدام استراتيجيات التنمية المستوردة من الخارج ومبنية على واقع يختلف عن واقع الدول النامية لاختلافها فى الخصائص الاجتماعية والاقتصادية. لذلك علينا أن نلتف نحو التجربة المصرية الاقتصادية التي انتهجتها الدولة منذ 2014، وباتت محل تقدير واحترام من كافة المؤسسات الدولية، ولولا هذه الأزمات العالمية لكنا في مكان آخر، وابحث عن معدلات النمو الغير مسبوقة 2019 للاقتصاد المصرى، وكيف امتص الاقتصاد المصرى صدمات جائحة كورونا، وما زال صامدا الآن في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الخطيرة . فالأمور معقدة عزيزى المواطن وتحتاج إلى تضافر العديد "أفراد ومؤسسات" من خلال الاصطفاف والوعى وليس الفرقة والفزلقة الكذابة..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;