يبقى دفء العائلة، هو الأعظم، ولمتها هي الأمان الأبقى، وبغيابها نعش في غربة وحزن ووحدة، فهي الموطن الدافئ الذي يحتوينا من قسوة الزمان، والملاذ الآمن لأرواحنا، فحافظوا على تجمعها ومحبة أفرادها، وازرعوا شجر الحب داخل جدرانها.
تتغير الظروف وتتبدل الأحوال، وتتغير طباع البشر، ويداول الله الأيام بيننا، فنتجرع مُرها، ونستمتع بحلوها، لكن تبق العائلة الملاذ الآمن في عالم لا يرحم، والجدار القوي المتين والآمن الذي لا يخون أبدا، ففيه نبحث عن المأوى والظّل عندما نكون ضعفاء، فهي مصدر قوّتنا، وبها تزول مرارة العيش وقسوة الحياة.
لا يوجد في مصطلحات اللغة كلمات تصف "حُب العائلة" لأبنائها، ذلك الحب الذي لا نعرف قيمته إلا عندما نصير آباءً، فنعرف "قيمة الضنا"، وغلاوة "فلذات الأكباد"، فهم قطعة من القلوب تتحرك على الأرض، محفوفين بحب وعناية العائلة، ذلك الحب النّقي الذي لا تشوبه شائبة، ومن ثم لا يمكن لأحد أن يهجر عائلته بأيّ شكل من الأشكال.
ربما يكون الشخص يُعاني من عدم امتلاكه أموالا كافية، لكنه يشعر بأنه غنيا بدفء عائلته، فمهما كان الإنسان فقيرًا فإنه يصبح ثريًّا إذا كانت له عائلة تحبه وتحترمه، فالعائلة هي الثّروة الثّمينة التي يجب أن نحميها من أيّ سوء أو ضرر قد يلحق بها، وهي أساس نجاح كثير من الناس، وأول انتماء للرجل، وسبب قوة شخصية الأبناء تنبع من عائلة مُحبّة، تزرع في روح أبناءها الثقة والأمان.
علموا أولادكم، أنه لا شيء في الدنيا يساوي "دفء أسرة" تجمعت حول "طبلية أكل واحدة"، يتقاسمون الضحكات الصافية النابعة من القلوب، فتزيد منازلنا سعادة وبهجة.