كل سنة وأنت جميل، أعلم أن لكل منا أفكاره الخاصة وقناعاته النفسية، ومنهج حياته الذى يختلف عن غيره، فلكل منا وجهته الخاصة، وها نحن نودع عاما مضى ونستقبل قمرا مضيئا بشعاع تتراقص أضواؤه المبهرة مع الألعاب النارية فى كل دول العالم إلى أن تشرق شمس غد أفضل.
هكذا تكون احتفالات دول العالم باستقبال 2023، دون الأخذ بالاعتبار فى بالتوقف لمدة دقيقة فى محيط الضمير أو النقد الذاتي، هكذا يفعل الأسوياء قبل رحيل آخر ساعات العام، فالضمير هو ما يميز الإنسان عن باقى المخلوقات الناطقة، والنقد الذاتى ما هو إلا عصارة الضمير، فضيلة لا يتحلى بها إلا الأسوياء.
يذكرنا التاريخ دائما أن الفرد لا يمكن أن يتخذ قرارات صحيحية على الدوام، فما بنى على صواب قد يحتمل الخطأ أحيانا وما بنى على خطأ فهو خطأ على الدوام، هذا ما يقوله أهل الاختصاص، فما من أحد لم يذق مرارة الخطأ أو الطعم اللاذع للفشل، فالإنسان الذى يراجع أفكاره وحصاده المعرفى فى الساعات الأخيرة من نهاية العام، ويحاسب تصرفاته ويحاكم قناعاته باستمرار هو الذى يستقبل العام الجديد بخطوات أفضل.
فلا يعقل أن لإنسان يتمتع بالضمير والنقد الذاتى يكتب سطور تاريخه بحصيلة معرفية من عام مضى، كما لا يعقل أن يحبس الإنسان أفكاره فى سجن العام الماضى، دون النظر إلى التجديد والارتقاء الفكرى مع مرور الزمن وتوالى السنوات.
الأوائل هم فقط من يمتلكون الخطوات الأولى لاستقبال العام الجديد، فلا تنظر خلفك فى الساعات الأخيرة من 2022، قم بإعادة تقييم ذاتى لــ12 شهرا مضت تتبخر منها آخر دقيقة فى منتصف هذه الليلة.
امسك ورقة وقلما إن أمكن أو افتح نافذة الملاحظات على هاتفك المحمول، واسأل نفسك واحتفظ بالإجابات فى ضميرك، كم محتاجا وقفت فى انصافه، كم مظلوما ساعدت على نصرته؟ كم كتابا قرأت فى العام الماضي؟ كم معلومة جديدة حصلت عليها؟ كم فيلما شاهدت؟ كم فكرة استمتعت بها؟ كم موقفا تمنيت ألا يتكرر؟
أفكارك التى تستقبل الساعات الأولى من العام الجديد هى بمثابة ثقافتك وأحلامك التى تشكل جمالك وتمحوا بها تشاؤمك وإحباطاتك، دعنا نستقبل العام الجديد بأفكار أكثر إنسانية..
السعى وراء الأفكار الجديدة والنقد الذاتى ومراجعة الضمير من وراء القصد.