مؤكد أن العالم الآن يعيش حالة استقطاب لغتها السيادة والمصالح المشتركة، وهو ما يتطلب من كل دول المجموعة العربية أن تقوم بنفسها مع المحافظة على علاقاتها الخارجية وتوازناتها الاستراتيجية، بتنمية مجالاتها الحيوية والاستفادة منها بمنطق المصالح المشتركة، خاصة أن منطقتنا أكثر المناطق في العالم التى تواجه مخاطر اختلال التوازنات الاستراتيجية وظلت لفترات مصير بعض من دولها فى يد القوى الفاعلة والأجنبية.
وأعتقد أن هذا لا يتأتى إلا من خلال تصحيح الأخطاء، وإقرار خطط ذاتية وتنموية للتطوير دون الاعتماد على الآخرين، وأن نعلم جيدا أنه لن تتركنا القوى العظمى فى حالنا وأننا سنواجه حملات شرسة وحروب جبارة ليست عسكرية بالمعنى التقليدى إنما حروب نفسية ومتنوعة لهز ثقتنا في نفسنا، وخلق حالة عدم رضا وإحباط وتشويه أي إنجاز حتى لا تستكمل ما بدأته.
وأخطر هذه الحملات في اعتقادنا تلك التي تأتى عن طريق المنظمات الدولية خاصة المؤسسات المالية والسياسية التي جاءت بهف تركيع الشعوب لضمان استمرار هيمنة القوى العظمى خاصة الولايات المتحدة، فسنجد بين حين وآخر تقارير دولية تفيد بتردى الحياة المعيشية والاقتصادية وسوء التخطط وفشل المشاريع التنموية، والتشكيك في الإصلاحات الاقتصادية والبنية التحتية، وحريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان.
نقول ذلك في وقت العالم يتعرض لأشد الأزمات سواء على مستوى الأمن الغذائي أو الاضطرابات السياسية، ليس فقط في مناطق الصراع أو الدول النامية، إنما طال أيضا القارة الأوروبية لوجود توجس كبير من اختلال الميزان التجاري العالمي عندههم بعد تفككات جيوسياسية واقتصادية طالتهم.
وأخيرا، نكرر أنه لابد أن يكون شعار العرب الموحد في هذه المرحلة "نكون أو لا نكون"، وأن نعلم جيد أنه لن يتحقق هذا الشعار إلا من خلال العودة إلى القوى العربية الشاملة بالعمل المشترك والتكامل الاقتصادى واستغلال المتغيرات من خلال التنسيق العربي – العربي، والحمد لله نراه يتحسن يومًا بعد يوم.