من أكثر الأوجاع فى زمن الحداثة، قتل أى ود وإنهاء أى جميل مجرد حدوث صدع فى العلاقات مع الآخرين، بل المحزن أن هذه العلاقات حتى مع أولى القربى وأهل العشق والمحبة والصداقة، والزمالة نجعلها كصفقات تجارية قابلة للربح والخسارة لا علاقات مبنية في الأصل على تقارب الأرواح، وننسى أنه فى الحياة مطبات ووعكات، فهناك من ينجو، وهناك من ينهار وينكسر كل ما هو جميل فى حياته من علاقات.
لذلك، اعلم - يا عزيزى - أن علاقاتك مع من تحب لها أخلاق حتى لو انتهت، فإن عزمت الفراق فاحفظ كل جميل وود، وصون كل عشرة وسر، واجعل دائما هَجرك هَجراً جميلا.
واحذر - يا عزيزى - من أن تقسو فى فراقك أو تغرس أشواكا، فلا إفشاء لسر أودعه إياك، ولا ثرثرة فى حقه وشخصه، ولا تعلل لنفسك كثيرا، لأن الشيطان يكمن فى التفاصيل.
والتمس دائما لمن تفارقه العذر، وتأدب فى فراقك، فإن عاد وجد سره محفوظا، ووده باقيا، وجميله معروفا، وقتها تحل نسمات النسيان ويزهو جو اللقاء بدفء وحنين الروح، فتتذكرا كل ما كان جميلا بينكما من أوقات سعادة ومواقف مروءة وجدعنة.
ولا تنسى - يا عزيزى - أن جزاء الإحسان إلا الإحسان، لذا، تأدب وتهذب حين تُفارق، واترك بابك دائما مواربا فلربما رغبت في العودة تلقاه مُرحبا، فالأقدار بيد الله، وما فى القلوب لا يعلمها إلا الله.. وتذكر دائما (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)..