التقزم.. وتعهدات الدولة المصرية بالمواجهة والوقاية

تعد مصر إحدى الدول التى تعاني من ظاهرة "التقزم"، وهو أمر تنبهت له الدولة المصرية منذ سنوات، ضمن المبادرات الرئاسية الهادفة إلى العناية بصحة المواطنين على كافة المستويات وفى مختلف فروع الطب والصحة العامة، كما أن الدولة وضعت صوب أعينها المشكلة فى إقرارها لأغلب حزم الحماية الاجتماعية، ومنها تكافل وكرامة، كأحد العوامل التى تساعد علي حل مشكلة سوء التغذية والناتج عنها ظاهرة التقزم. وبالنظر إلى التقزم، نجد أنها مشكلة لا يمكن تصنيفها على أنها مشكلة صحية وحسب، بل إنها مشكلة اجتماعية واقتصادية ولا مبالغة فى رهن تحقيق التنمية بالقضاء على التقزم، والدليل على ذلك هو تعهدات الدولة المصرية فى رؤيتها الاستراتيجية لسنة 2030 بمعالجة مشكلات سوء التغذیة؛ لأنھا تضع على المجتمع والحكومة أعباء صحية واقتصادية مضاعفة، مما يعیق جھود التنمیة فى المجتمع، ويسبب تداعيات طويلة الأمد على مستقبل الأطفال والأسر بشكل عام. وبلغة الأرقام نجد أن معدل انتشار التقزم بین الأطفال دون سن الخامسة يبلغ حوالي 13%، بینما یبلغ الھزال ونقص الوزن عند الأطفال 8% و6% على التوالي أما معدل الأنيميا لدى الأطفال دون سن الخامسة فیصل إلى 43%. وترتبط مشكلة التقزم بسوء التغذية في أول 1000 يوم من الحياة، والتي تؤدي لضعف في النمو البدني والذهني للأطفال، وهو ما يمكن تداركه وعلاجه قبل سن العامين بشكل أساسي وبعد هذا السن يصبح علاجه غاية فى الصعوبة ولا يمكن علاجه بعد سن الخمس سنوات. وتأثير التقزم لا يقتصر على الشخص المصاب، ولكن يمتد إلى الاسرة بأكملها، فالمشكلة التي تبدأ أثناء حمل الأم بسبب سوء التغذية ونقص الفيتامينات وتستمر الى ما بعد الولادة و أثناء فترة الرضاعة بسبب انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية للأم حديثة الولادة، تؤدي الى تأخر النمو العقلي الذي يؤثر على التحصيل الدراسي والحصول على فرصة عمل جيدة في المستقبل، كما يجعل صحة الطفل سيئة، وعرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، التي تؤدى الى زيادة صرف الأسرة على الرعاية الصحية للطفل. وأمام تلك المعضلة الصحية والاجتماعية، وضع بنك الطعام المصري نفسه فى موقع المسئولية، وعمل على الحد من انتشار التقزم من خلال توفير التغذية السليمة والأنشطة التوعوية والاحترازية لمنع حدوثه من سن مبكر، من خلال إطلاق برنامج فرصة اولى الذي يهتم بمعالجة مشكلة التقزم بداية من الامهات الحوامل و الامهات حديثي الولادة و اطفالهم حتى سن سنتين، وفقا لأستراتيجية البنك القوية التي تتضمن 4 محاور رئيسية و هي الوقاية و التمكين و الحماية و الارتقاء. يتم تنفيذ البرنامج تحت محور الوقاية، الذي خدم أكثر من من 37,000 طفل عبر 10 محافظات. من خلال هذا المحور تم توفير التغذية الصحية والسليمة، لكل من الأم الحامل، والطفل حديث الولادة، يحرص البرنامج على ان يكون لدى الأم الغذاء والوعي الكافي لمرحلة دقيقة جدا من عمرها ومن عمر الجنين، يتم خلالها تحديد مسار الطفل وطموحاته وخياراته في المستقبل. وفي النهاية.. لا شك فى أن مشكلة سوء التغذية تأثر سلبا علي التنمية الاقتصادية، خاصة وأن الشخص الذي يعاني من سوء تغذية ينخفض إنتاجه بنِسَب متفاوتة، مما يتطلب تحديد العوامل النقدية والاجتماعية لتحقيق الأمان الغذائي، وتوفير طعام صحي متكامل يساهم فى الحد من انتشارالتقزم كأحد أسوأ أشكال سوء التغذية. الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;