لدولة الإمارات العربية المتحدة مَكانة خاصة فى قلوبنا، ولشعبها وقياداتها خالص الاحترام، ونكن لهم كل التقدير، لذلك حينما أستمعُ للرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يُشيد بالأشقاء فى الإمارات، أجدنى فى غاية الانتباه والاهتمام الشديدين.. انتباه لما يقوله الرئيس السيسي عن أشقاء أعزاء ساندونا فى وقت الشِدة، واهتمام لأن ما يقوله الرئيس السيسي يضع النقاط فوق الحروف، فى وقت يحاول فيه المُغرضون تعكير صفو العلاقات المصرية العربية عامةً والمصرية الإماراتية خاصةً.
حينما سافرت إلى الإمارات لحضور "القمة العالمية للحكومات"، انتظرت حتى حان موعد الجلسة التى سيتحدث فيها الرئيس السيسي والتى _ بطبيعة الحال _ سيعرض خلالها التجربة المصرية فى إنقاذ الوطن من الضياع، وخطة الإصلاح الاقتصادى، وكيف أنجز كل هذه المشروعات فى وقت كانت "مصر" تحارب الإرهاب بيد وتبنى وتُعمر وتُنجِز باليد الأخرى.
فلم تكُن هذه الزيارة مثل سابقيها، وأعترفُ أنها كانت زيارة مُختلفة بنسبة كبيرة، لأن الأجواء كانت غير الأجواء الطبيعية، والظرف التاريخى غير الظرف التاريخى المُعتاد، والتوقيت كان فى غاية الأهمية.. أقول ذلك لأننى أرى _ مثل غيرى _ أنه منذ فترة ليست بالطويلة انتشار "قيل وقال" كثير وهواجس وأكاذيب وشائعات أكثر، هدفها النيل من العلاقة بين البلدين الشقيقين، لكن كل هذا "القيل والقال والهواجس والأكاذيب والشائعات" لم تفلح.
وحينما دخلت القاعة لحضور الجلسة التى سيحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات سمعت بأُذُنى _ والله على ما أقول شهيد_ عددا كبيرا من الأشقاء الإماراتيين المتوجدين بجوارى فى القاعة يقولون نصاً: نحن ننتظر الرئيس السيسي لنراه وجهاً لوجه وليُحدِثنا على الهواء مباشرة حديثاً من القلب كعادته، ولنسمع حديثه ونستوعب ما يقوله، لأنه حينما يتحدث عن الأخوة والعروبة يتحدث بلسان عربي مُبين ونشعُر وكأنه أخٍ أكبر ينصحنا نصيحة لوجه الله، ينصحنا نصيحة صادقة لخدمة حاضرنا ومستقبلنا.
وحينما بدأت الجلسة، كان الجميع حاضر الذهن، ومُستعداً للاستماع لرجُل مصرى زعيم بطل حصل على إجماع شعبي، كان حديث الرئيس السيسي منطقياً مُقنعاً واقعياً، صفق الحاضرون تصفيقاً مُلفتاً حينما تقدَم بالشكر لدولة الإمارات على وقوفها بجانب المصريين فى أزمتهم.. فلا يترك الرئيس السيسي الفرصة إلا ويُشيد بالعلاقات مع الأشقاء ويُحذِر من المُغرضين الذين يحاولون إشعال فتيل الأزمة لكنه _ كعادته _ يُطفئ هذا الفتيل بكلمات حاسمة وصادقة لا تحتمل التأويل.
وبشهادة الجميع فإن الجلسة التى حضرها الرئيس السيسي كانت من أنجح جلسات القمة العالمية للحكومات، وداخل القاعة وللصُدفة البحتة قابلنى الشاعر الإماراتى المعروف الدكتور عارف الشيخ، وقال لى نصاً: نحن نُحب "بن زايد" و"السيسي"، ومَن الذى لا يُحب "بن زايد والسيسى"؟.. وطلب منى أن أنقل حبه وتقديره لمصر قيادة وشعباً، ليس هذا فقط فقد قال مجموعة من الأبيات الشعرية التى صاغها خصيصاً للقمة العالمية للحكومات إمتدح فيها الرئيس السيسي وقال :
رأيت قيامة قامت … على حشد من الأمم
قضايا عِدة طُرحت … على يد كل محترم
رأيت الناس ألواناً … ذوى عِلم ذوى فهَم
ونجم القمة السيسي … آتى من بلده الهرم
تحدث عن تجاربه … بخفة ظل ودم
وانتهت "القمة العالمية للحكومات" وشاهدت _ مثلما شاهد الجميع _ كيف كانت كلمة الرئيس السيسي مُعبرة عما يدور فى قلوبنا تجاه الأشقاء فى الإمارات.. وبصراحة أقول: عن يقين لن يفلح الشامتون، وسيفشل المُغرضون، وسينهزم مَن فى قلوبهم مرَض من تناغم العلاقة المصرية الإماراتية.
فى النهاية أجدنى فخورة بما ذكره الرئيس السيسي عن التجربة المصرية، وفخورة بالإنجازات التى حققها، وكانت بالنسبة لى حلما بعيد المنال أو بمعنى أدق "إنجازات هى والحلم سواء"، والآن آرى هذه الإنجازات على أرض الواقع.. فخورة بهذا الرجُل الذى تعلقت آمالنا به منذ أن قال لنا: "ما تخافوش على مصر" .. فهو لم ولن يتخلى عن شعبه، ولم ولن يقول إلا الصِدق، ولم ولن يُحقق إلا كل ما هو فى صالح الوطن والمواطن.