من أروع ما قرأت تلك الجملة "إن لم تستطع أن تكون نجماً في السماء، فكن مصباحاً في بيتك"، وما أحوجنا إلى تطبيق تلك الجملة العبقرية في حياتنا الآن، خاصة أننا نعانى أشد المعاناة من انهيارات متتالية لمنظومة القيم في ظل فضاء إلكترونى أصبحت الكلمة فيه سهلة والفضيحة شىء عادى، ونشر الكذب والافتراءات تسابق وتنافس، وإلقاء التهم بديهيات، رغم أن أكثر الأسلحة فظاعة هي الكلمات، فالأسلحة النارية والعسكرية تترك آثاراً من الدم والدمار، لكن الكلمات الهدامة قادرة على التدمير والتخريب دون أن تترك أى أثر.
لذلك، علينا جميعا دق ناقوس الخطر، ونكون بمثابة مصابيح فى بيوتنا تنور بنور المروءة والكرم والجود والشهامة والتعاون والمَحبة والعطاء والإيثار، حتى لا نقع في فخ طمس الهوية وحروب الجيل الرابع الذى تستهدف العقل حتى ولو قتلت القلب، وتسعى إلى تحويل الإنسان إلى آلة حتى ولو على الإنسانية، فلا مكان لتقارب الأرواح أو إعلاء ثوابت الأخلاق.
واعلم – يا عزيزى – أن بالمروءة يأمن الناس ويطمئن بالهم، وبالرضا تكثر القناعة والطيبة والسماحة والبشاشة والتواضع والخجل، والحياء والصدق والبر والوقار.
وأخيرا، لا تنسى - يا عزيزى - أن الكلمة هي المصباح الأكبر، لما لها من أثر عظيم، فإذا كانت طيبة فأنها تؤلف القلوب، وتصلح النفوس، وتذهب الحزن، وتفتح أبواب الخير؛ أما إذا كانت خبيثة فتقتل وتدمر الأخلاق، وتصنع العداوة، وتزرع الكره والحقد في النفوس، وتشعل الفتن، وهى فرقان بين الحق والباطل، فالإنسان يدخل الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة..