خبر صغير في زاوية صحفات الحوادث، أو على المواقع الالكترونية، عن سيدة تقيم دعوى خلع ضد زوجها، بعد عِشرة استمرت لـ33 سنة، حيث استولى على مجوهراتها ليخطب فتاة تصغرها بـ15 سنة.
هذه القصة الصادمة لسيدة لم تلقى أي نوع من أنواع الوفاء، حيث تناسى زوجها عِشرة العمر، وقصص الحب، وأولاد كانوا بمثابة القاسم المشترك بينهما، وألقى بكل ذلك في عرض الحائط بحثا عن متعة شخصية زائفة، وقصة حب في أواخر العمر، بحثا عن سعادته الشخصية على حساب الآخرين.
المرأة لا تهزأ من الحب، ولا تسخر من الوفاء إلّا بعد أن يخيب الرجل آمالها، وتكتشف أن سنوات العمر ذهبت مع مهب الريح، فللوفاء معاني كثيرة، أجملها حبيب قلبه يفيض باهتمام لا يجف.
الوفاء ليس مقتصرا على زوج لزوجته أو العكس، لكن يجب ترسيخه بين الجميع، في وفاء الابن لوالديه والطالب لمعلميه، والموظف لمديره الذي علمه وأحسن معاملته، فالوفاء قيمة رائعة لا تقاس بما تراه أعيننا بل بما يحدث من وراء ظهورنا.
ولو كانت الدنيا مسألة حسابية، طرحنا منها التعب والشقاء، جمعنا فيها بين الوفاء والحب، وتركنا الباقي لرب السماء، لصارت السعادة ترفرف فوق روؤسنا جميعا.
أوفوا وأخلصوا لمن ضحوا من أجلكم، ولمن قدموا يد العون لكم، ولمن زرع الخير في واديكم الطيب، فلا ترموا حجراً في بئر شربتم منها، وتذكروا دوما "ألا تنسوا الفضل بينكم".